التعليم والدراسة | نحو تحقيق أهداف المستقبل

21 تشرين الأول/أكتوبر 2008

الطلبة الأميركيون يتعلمون اللغة العربية بواسطة برنامج ستارتوك

الفصول المفتوحة أمام الجميع تعلم اللغات للطلبة المعاقين وغير المعاقين

 

من ميشيل شايب، المراسلة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- يقبل حالياً مزيد من الطلبة في الولايات المتحدة على دراسة لغات أجنبية غير اللغات الأجنبية المألوفة في المدارس تدفعهم إلى ذلك الأحداث العالمية والأعمال الأدبية علاوة على الأماكن التي يرغبون في زيارتها واستكشافها.

وتجعل الدورات الدراسية التي توفرها معاهد ستارتوك (STARTALK) الصيفية، وهو عبارة عن مشروع تابع للمبادرة اللغوية للأمن القومي التي تمولها الحكومة الأميركية، دراسة اللغات الأجنبية المهمة للأمن القومي الأميركي مثل اللغات العربية والصينية والهندية والفارسية والأوردية في متناول الطلبة من جميع المستويات الدراسية.

وقد جمعت إحدى الدورات التي نظمها معهد ستارتوك في جامعة ولاية لويزيانا في باتون روج بين الطلبة المعاقين وغير المعاقين للعمل معا من أجل تعلم اللغة العربية واستكشاف الثقافة العربية من خلال ندوات تستخدم فيها الوسائط المتعددة ومن خلال الرحلات الميدانية والمحاضرات التي يشرف عليها خبراء من الولايات المتحدة ومن الخارج.

وتلقى كل طالب من الطلبة المشاركين في دورة باتون روج، وهي واحدة من 81 دورة تابعة لمشروع ستارتوك تم تنظيمها في العام 2008، منحة غطت تكاليف الكتب والمواد الدراسية والإقامة والطعام علاوة على مبلغ صغير من المال كراتب وحق استخدام جميع المرافق المتوفرة في جامعة ولاية لويزيانا.

وقد اختارت نجوى هوتارد التي تعمل أستاذة مساعدة للغة العربية في جامعتي لويولا وتولين في نيو أورلينز خمسة وعشرين طالبا، بينهم خمسة تلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، للمشاركة في برنامج باتون روج.

وتقول نجوى "إنني فخورة جدا بكون مشروع ستارتوك يتيح لنا العمل مع جميع الطلبة؛ إذ إنه من الضروري أن تطلع جميع الأنظمة التربوية والتعليمة على ما للفصول الدراسية التي تتصف بتنوع التلاميذ من فوائد وإثراء للنظم التعليمية.

الرغبة في تعلم لغات جديدة

يفيد المجلس الأميركي لتدريس اللغات الأجنبية أن حوالى 60 في المئة من طلبة المدارس الثانوية والمتوسطة (أي الإعدادية) في الولايات المتحدة "يرغبون جدا" أو "يرغبون نوعا ما" في تعلم اللغة العربية أو غيرها من اللغات الأجنبية التي لا تدرس عادة في المدارس الأميركية.

وكشفت دراسة أخرى أن 24 في المئة من طلبة السنة الجامعية الأولى من المعاقين يكونون قد أتموا فصلا دراسيا في اللغات الأجنبية بحلول ربيع العام الدراسي وأن نسبة 38 في المئة منهم تعتزم دراسة لغة أجنبية ما. وجاء في النتائج غير المنشورة للدراسة المسحية القومية للعام 2006  حول مشاركة الطلبة (في دراسة اللغات) التي تناولت طلبة السنة الدراسية الأولى والسنة الدراسية الرابعة في الجامعة، أن نصف الطلبة الجامعيين المعاقين في الجامعات والكليات الأميركية يكونون، لدى بلوغهم السنة الدراسية الجامعية الرابعة، قد أتموا دورة دراسية في إحدى اللغات الأجنبية.

ومونيكا توريز، الطالبة في كلية ريفر سايد الأهلية في كاليفورنيا، من الطلبة الذين شاركوا في برنامج دراسة اللغة العربية التابع لستارتوك والذي استمر خمسة أسابيع في باتون روج. وقد وصفت توريز، التي تتقن أيضا اللغة الإسبانية، تجربتها في تعلم اللغة العربية قائلة "كانت مسألة تعلم أشكال الحروف الهجائية العربية وكيفية ربطها ببعضها البعض لدى كتابتها الأمر الأسهل بالنسبة لي. أما أصعب الأمور فكان تعلم تصريف الأفعال العربية ولفظ الحروف الهجائية."

وقد عملت توريز، التي تتخصص في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، مساعدة متفرغة لجميلة، وهي تلميذة في المدرسة الثانوية كانت في نفس الدورة ومصابة بمرض التوحد أو الانطواء على الذات.

وأوضحت توريز أنه "عندما كانت جميلة تواجه مشكلة ما كانت تأتي إلي طلبا للمساعدة. وكانت أحيانا تشعر بالغم واليأس والكرب حين لا تفهم ما يجري داخل الصف." وأضافت أن مهارات جميلة اللغوية تحسنت خلال البرنامج و"عندما سألتها عن الصف أجابت بأنه أعجبها وأنها تريد مواصلة تعلم اللغة العربية."

ويأمل إفيريت ووكر، وهو شاب في الثامنة عشرة من العمر مصاب بمرض السكري ومن إعاقة في القدرة على الحركة التحق بدورة باتون روج، في أن يتمكن من استخدام اللغة العربية في خدمة بلده وذلك من خلال العمل لحساب الحكومة الأميركية. وقال: "اكتسبنا في الصف معرفة تزايدت بشكل مطرد. فالمسألة لا تنحصر في القدرة على تكلم اللغة وإنما تتعدى ذلك إلى الإلمام بالثقافة ككل."

وشارك أيضا في البرنامج شويب خان الذي يدرس علم الكمبيوتر ويتنقل بواسطة كرسي آلي متحرك ويجيد اللغتين الهندية والإنجليزية في دورة ستارتوك ليضيف اللغة العربية إلى ثروته اللغوية. وقد وصف الدورة بأنها "فاقت ما كنت أتوقعه. وكان الأسلوب الذي استخدم في التعليم فعالا لأنه كان من السهل علينا الفهم وقد استفدنا من الإعادة والتكرار."

وينوي خان مواصلة دراسة اللغة العربية في مصر في صيف العام 2009، ربما من خلال الحصول على منحة دراسية أخرى من المبادرة اللغوية للأمن القومي. ويقول كل من ووكر وتوريز إن دراسة اللغة العربية في الخارج، في منقطة الشرق الأوسط، تمثل هدفا بالنسبة لهما.

تنظيم فصول دراسية مفتوحة أمام الجميع ولا تستثني أحدا

يتعين على معلمي اللغات معالجة أمر القضايا المتعلقة بالمعاقين كي يتسنى لهم قبول جميع الطلبة في صفوفهم.

وقالت نجوى هوتارد إنه "طالما كانت الحصص الدراسية مكيفة لتلائم أساليب التعلم واحتياجات الطلبة الفردية المختلفة وتناسبها، فسيشعر الجميع بأنهم أحرزوا نجاحا ملموسا؛ ومن الضروري بالتالي التكيف مع احتياجات ومتطلبات كل طالب وتطوير خطة تعليمية خاصة بكل منهم تلائم تلك الاحتياجات والمتطلبات الفردية."

وقد حسّن الطلبة المشاركون في برنامج ستارتوك في باتون روج مهاراتهم في القراءة والكتابة والتحدث والاستماع والفهم بواسطة برامج التعليم المكيفة لتلائم احتياجات الفرد المتوفرة على الموقع الإلكتروني التابع للأكاديمية العربية في العاصمة المصرية. وهذا البرنامج مفيد جدا للطلبة الذين هم بحاجة إلى مساعدة إضافية أو الذين يتقدمون بسرعة في اكتساب المهارات اللغوية.

واعتبرت هوتارد "الجانب الممتع في تجربتي خلال دورة هذا الصيف هو أن الطلبة المعاقين لم يتوقعوا أن يعاملوا معاملة خاصة. بل إنهم ألزموا بمستويات عالية وكان أداؤهم بنفس مستوى، وأحياناً متفوقاً على، أداء الطلبة غير المعاقين." ومضت إلى القول: "إن كل طالب من الطلبة الذين كانوا في صفي كان يتسم بموهبة خاصة في تشاطر تجربته مع الآخرين."

ومن الجدير ذكره أن المبادرة اللغوية للأمن القومي، التي أعلن عنها الرئيس بوش في العام 2006، هي جهد مشترك تقوم به أربع وكالات فيدرالية لزيادة عدد الذين يتقنون اللغات الأجنبية من الأميركيين وخاصة اللغات التي توجد ضرورة وحاجة ماسة إليها مثل الروسية والصينية والياباني? والكورية والعربية واللغات المنتمية إلى أسرة اللغات الإيرانية/ الهندية/ التوركية (أي فروع اللغات الهندية الأوروبية).

وتتوفر معلومات إضافية حول المبادرة اللغوية للأمن القومي على موقع وزارة الخارجية الأميركية على الشبكة العنكبوتية.

كما يرجى الرجوع إلى موقع ستارتوك وموقع منظمة موبيليتي إنترناشنال يو إس إيه وموقع دار المقاصة القومية الخاصة بالإعاقات والتبادل للحصول على مزيد من المعلومات.

طالع مقالة: "تجربة شخصية في العلاقات الدولية."

وتجدر الإشارة إلى أن ميشيل شيب هي الخبير المختص في مشروع دار المقاصة القومية الخاصة بالإعاقة والتبادل. وتعمل الدار، التي ترعاها وزارة الخارجية وتديرها منظمة موبيليتي إنترناشنال يو إس إيه، على زيادة مشاركة الأشخاص المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في البرامج التعليمية والثقافية الدولية.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي