العطاء الأميركي | تقوية المجتمعات عبر السخاء

24 كانون الأول/ديسمبر 2008

أوباما يريد زيادة النشاط التطوعي لمواجهة التحديات الداخلية والعالمية

الإسهام في شؤون المجتمع جزء من سمة الشخصية الأخلاقية الأميركية

 

من ليا داو، المراسلة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- أعلن الرئيس المنتخب باراك أوباما أنه يبتغي تعزيز وتوطيد الإيمان الأميركي الجوهري بالعمل التطوعي كوسيلة لمعالجة المصاعب الاقتصادية التي تواجهها أميركا في الداخل والعالم في الخارج.

فقد شرح أوباما في خطبه وفي موقعه على شبكة الإنترنت أيضاً، خطة من شأنها أن تزيد زيادة كبيرة البرامج التي تشجع الأميركيين على الانخراط في نشاط منظمات العمل التطوعي في داخل الولايات المتحدة وفي الخارج.

ودعا أوباما إلى زيادة عدد العاملين في الفيلق الأميركي "أميريكور" إلى 250،000 شخص أي إلى ثلاثة أضعاف العدد الحالي. وأميريكور هو برنامج داخلي يقوم فيه المتطوعون، بالإضافة إلى مهام أخرى، بمساعدة المعلمين والطلاب في المدارس التي تعاني نقصا في الخدمات، وفي تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية العامة. كذلك يريد الرئيس المنتخب مضاعفة حجم فيلق السلام بحيث يضم 16,000 متطوع للعمل في البلاد الأخرى في مجال واسع من مشاريع التنمية، ووضع أهداف لخدمة المجتمع التي يقدمها طلاب المدارس المتوسطة والثانوية ومنح علامات تقديرية جامعية عن ساعات العمل التطوعي في خدمة المجتمع.

واقترح أوباما علاوة على ذلك مبادرة سماها "مبادرة صوت أميركا" (لا علاقة لها بإذاعة صوت أميركا) تشمل إرسال معلمين ومهندسين وأطباء من الأميركيين الذين يجيدون اللغات المحلية للبلدان التي يرسلون إليها للخدمة في الخارج دعما للدبلوماسية العامة.

وكان أوباما قد أعلن في إحدى خطبه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية أنه "سيطلب إلى الأشخاص من كل الأعمار والمراحل والمهارات أن يخدموا، لأن الأميركيين عندما يتعلق الأمر بالمشاكل التي نواجهها لن يكونوا هم المشلكة بل هم الحل."

وتشير إحصائيات مكتب العمل والإحصاء إلى أن 26 بالمئة من مجمل الشعب الأميركي يتطوعون للخدمة ومساعدة أولئك الذين هم أقل حظا منهم.

وقد أوحى الرئيس المنتخب بضرورة إعادة النظر في النظام التطوعي الأميركي وإصلاحه بشكل يزيد من المشاركة المدنية ويفيد من المهارات العديدة التي يمكن أن يسهم بتقديمها الشبان والمتقاعدون الأميركيون في كثير من المجالات. وتحدث أوباما عن إيجاد برنامج عمل للشباب يركز اهتمامه في الطاقة ويتيح مجال العمل للشبان المحرومين في تركيب مواد العزل الحراري في المباني للاقتصاد في استهلاك الطاقة واكتساب خبرة عملية من العمل. كما يريد أن يحسّن البرامج التي من شأنها اجتذاب الأشخاص من الفئة العمرية 55 عاما فأكثر إلى الفرص التطوعية ذات النوعية العالية.

وسيتوفر لأوباما عندما يبدأ في تطوير برامجه معين غني بالخبرات يستقي منه نظرا لأن العمل التطوعي كان جزءا من شيمة الإنسان الأميركي منذ بداية تاريخ هذه الأمة تقريبا.

التعليم

يندمج مبدأ "سداد الدين للمجتمع" في المناهج الدراسية في كثير من المدارس الأميركية. فلا يتم الترويج للعمل التطوعي بين الطلاب وحسب، بل وبين المعلمين والأساتذة وغيرهم من الموظفين في المدارس من إداريين وغيرهم أيضا. وليس من غير المعتاد أن يُرى طالب من الطلاب الكبار يعلم طالبا أصغر منه أو يقود مجموعة من الطلاب تساعد في جمع النفايات من قناة أو جدول مائي في الجوار لتنظيفهما خلال عطلة الأسبوع.

يريد أوباما للنظام المدرسي أن يحدد أهدافا للمدارس المتوسطة والثانوية يتطوع بموجبها الطلاب بالعمل 50 ساعة سنويا على الأقل في خدمة المجتمع. ويود أيضا أن يرى الكليات والجامعات تضع برامج عمل ودراسة حيث يمنح الطلاب حسومات من الرسوم التعليمية مقابل عمل يقومون به خدمة للجامعة، وهو تحول مختلف عن العمل في المطاعم والمكتبات إلى المشاريع التي تدعم الخدمة العامة.

وتقول المؤسسة القومية لخدمة المجتمع إن الدراسات أظهرت أن من الأرحج أن يستمر الطلبة الذين يشاركون في خدمة المجتمع بعملهم التطوعي في مد يد العون والمساعدة في حياتهم بعد ذلك في الخدمة المدنية، كما سيكون لهم تأثير إيجابي على السلوك والتصرفات والعادات.

المنظمات غير الربحية

المنظمات غير الربحية هي تلك التي تعمل لغرض خدمة الشعب أو لمنفعة مشتركة غير السعي في سبيل تحقيق الفائدة والربح للمالكين والمستثمرين. ويشمل النشاط الذي لا يستهدف الربح في أميركا أنواعا كثيرة من الخدمات والمنظمات ويتصدى لمعالجة كثير من المشاكل العالمية بما فيها تخفيف الفقر وتنظيف البيئة وحماية الحياة البرية والمساعدة في مكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وكان هناك، طبقا للمركز القومي للخدمات الخيرية، أكثر من 1.4 مليون منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة في العام 2006. ويريد أوباما إيجاد شبكة مواقع على الإنترنت يستطيع الأميركيون البحث والتعرف عن طريقها على الفرص المتاحة للخدمة.

المنظمات ذات الطبيعة الدينية

التطوع للخدمة عن طريق المنظمات ذات الطابع الديني شكل من أكثر أشكال العمل التطوعي شيوعا في أميركا. ويمكن أن يتراوح هذا النشاط بين المشاركة في البعثات التبشيرية الإنجيلية في القرى والمناطق النائية في الخارج وبين الخدمة في ما يعرف بمطابخ "الحساء" لإعداد الغذاء وإطعام المشردين الذين لا بيوت لهم. وعلى الرغم من أن بعض المنظمات ذات الطابع الديني تدمج التعليم الديني في خدماتها، فإن منظمات كثيرة مشابهة تقصر اهتمامها على مهمة تقديم المساعدة والغوث للجماعات التي تسعى إلى خدمتها.

المسؤولية الاجتماعية للشركات

تلقى حركة مسؤولية الشركة الاجتماعية شعبية متزايدة وانتشارا في العالم. إذ يسعى مبدأ مسؤولية الشركة إلى التوفيق بين نشاطات شركة ما وأعمالها وبين توقعات الآخرين الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، سواء أكان هؤلاء الآخرون مستثمرين في الشركة أم مالكين لأسهمها أو مجرد أناس عاديين يكنون التقدير للشركة المعنية. والواقع أن عدد الشركات الأميركية التي تتوقع من موظفيها أن يشاركوا في نوع ما من العمل التطوعي آخذ في التزايد.

يقول ديفيد أيزنر المدير التنفيذي للمؤسسة القومية للخدمة الاجتماعية إن "التطوع يقوّي القلب. وهناك أكثر من 61 مليون متطوع أميركي يعملون لتحسين ظروف الناس المحتاجين ويبذلون العطاء بكل طيبة خاطر."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي