الصحة العالمية | التصدي لتحديات الصحة العالمية

30 كانون الأول/ديسمبر 2008

ممرضات أميركيات يتوجهن إلى إفريقيا لمكافحة مرض عضال

جامعات أميركية توفد متطوعين ومتطوعات إلى ليسوتو وجنوب إفريقيا وسوازيلاند

 
طفلة من الفرقة الموسيقية التابعة لمدرسة أندايل تغني بمناسبة اليوم العالمي للإيدز في كيب تاون، بجنوب أفريقيا، يوم 1 كانون الأول/ديسمبر.
طفلة من الفرقة الموسيقية التابعة لمدرسة أندايل تغني بمناسبة اليوم العالمي للإيدز في كيب تاون، بجنوب أفريقيا، يوم 1 كانون الأول/ديسمبر.

من إريكا غيبل،المراسلة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- يقوم برنامج رائد يدعى: "الممرضات يدعّمن استجابتنا لإغاثة المصابين بالإيدز" (أو برنامج ممرضات سور) بإيفاد الممرضات والممرضين ولاسيما المدربين منهم على تقديم الرعاية للمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب والمسبب للإيدز من الولايات المتحدة إلى مستشفيات وعيادات في إفريقيا للعمل كموجهين ومرشدين لموظفي التمريض الذين أصابهم الإرهاق والعناء.

وأفاد تقرير الأمم المتحدة عن مرض نقص المناعة المكتسب/الإيدز الذي يتم إعداده كل عامين أن الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى تمثل 75 في المئة من والوفيات الناتجة عن الايدز وأن 67 في المئة من سكان المنطقة مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية. وذكر أن جزءا كبيرا من عبء رعاية المصابين بات يقع على عاتق الممرضات والممرضين.

ويتم تمويل البرنامج إلى حد كبير من خلال خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز (بيبفار) وتديره إدارة الموارد والخدمات الصحية التابعة لوزارة الصحة والخدمات البشرية الأميركية. وتعتبر خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من مرض الإيدز التي تعرف اختصارا بخطة بيبفار، التي تم إطلاقها في العام 2003، أكبر تعهد في التاريخ تقدمه أية دولة بمفردها لمكافحة مرض محدد، استنادا لما يقوله موقع بيبفار على الإنترنت.

وبرنامج ممرضات سور هو عبارة عن شراكة بين كلية التمريض والدراسات الصحية التابعة لجامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، ومدرسة التمريض بجامعة دوك في نورث كارولينا، ومجلس البعثة الطبية الكاثوليكية في نيويورك ومنظمات الرعاية الصحية في كافة أنحاء ليسوتو وجنوب إفريقيا وسوازيلاند.

ويهدف البرنامج إلى تعزيز قدرات الممرضات على تقديم الخدمات الخاصة بمرض الإيدز. ويقوم البرنامج بذلك عن طريق بناء المهارات القيادية عند الممرضات، وبناء مجتمعات الرعاية الذاتية، وبناء المعرفة حول فيروس نقص المناعة البشرية والمهارات السريرية (الإكلينيكية) والتأكيد على تطبيق المعرفة في التمريض السريري.

ويتم تنفيذ العديد من الأنشطة بواسطة ممرضات متطوعات مختصات في فيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز من الولايات المتحدة وأعضاء هيئة التدريس من جامعة جورج تاون وجامعة دوك.

فريق ملتزم

قال الأستاذ المساعد في مدرسة التمريض والدراسات الصحية بجامعة جورج تاون والمحقق الرئيسي في البرنامج كيفن مالينسون إنه يتعين أن يكون المشاركون في البرنامج حاصلين على شهادة معتمدة في الرعاية بالمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وأعضاء في رابطة ممرضات رعاية مرضى الإيدز ملتزمات بتحسين الرعاية التمريضية.

وقال مالينسون "إن جميع الأعضاء في البرنامج متطوعون؛ فهم يتطوعون بوقتهم، والبرنامج يوفر لهم اعتمادات تكاليف السفر، والسكن ووجبات الطعام. وأضاف أن البرنامج قد أوفد، منذ كانون الثاني/يناير، 2008، قرابة 35 ممرضا وممرضة للقيام بمهمات توجيهية وإرشادية في إفريقيا لمدد تتراوح كل منها بين ثلاثة إلى خمسة أسابيع.

ويحصل كل موقع على اثنين أو أكثر من الموجهين في وقت واحد. وبعد عودة إحدى المجموعات إلى وطنها تحل أخرى محلها وتواصل عملها من النقطة التي توقفت فيها المجموعة التي سبقتها.

وتقول ساندي شيبل-هول، وهي من الدفعة الأولى من المرشدات اللاتي يتم نشرهن من قبل البرنامج، إن السبب الذي يجعلها تؤمن بهذا البرنامج هو أنه لا يعتبر مسألة أنانية، مضيفة أنه لا يمكن للشخص أن يتوقع أنه الوحيد الذي يكون له تأثير وأنه الوحيد القادر على إحداث تغيير. وأضافت "أنه يجب علينا أن نؤمن بأن هذا البرنامج سوف يحدث تغييرا."

تلبية الحاجات

ويلمس مالينسون من خلال خبرته التي تمتد 26 عاما في التمريض في مجال فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز حاجات موظفي التمريض الذين  يتحملون مواجهة أعباء هذا الوباء الفتاك. وأضاف أن العديد من البرامج التي ترسل إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى إفريقيا تركز على عقد دورات دراسية مكثفة حول موضوعات معقدة ولكن برنامج ممرضات سور "يعلم الأساسيات."

وقد أصبح العلاج المضاد للفيروسات الارتجاعية، في السنوات الأخيرة بفضل خطة بيبفار، متاحا في بعض أجزاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتستطيع الأدوية المضادة للفيروسات الارتجاعية تعزيز جهاز المناعة وخفض مستوى الفيروس لدى الأشخاص المصابين بالإيدز، وهذا يمثل نقلة جذرية باهرة من التدهور المتواصل الذي كان يواجهه الأشخاص المصابون بالإيدز قبل يتوفر مثل هذا العلاج.

وقالت شيبل-هول، التي تقوم إلى جانب زملائها في الفريق  بإرشاد الممرضات والمرضى حول الآثار الجانبية لأنظمة الدواء الجديد "إن الممرضات هناك لديهن تجربة مع مرض الإيدز، ولكنه لا توجد لديهن خبرة في العلاج المضاد للفيروسات."

وأفاد مالينسون "إنه حين يتعاطى المصابون مضادات الفيروسات الارتجاعية يشعرون في البداية بمرض زائد." وأضاف "أن هذه الآثار الجانبية سوف تزول، ولكننا نستطيع أن نتخيل كيف يكون موقف الشخص الذي يتم إعطاؤه دواء لمعالجة علة ما فإذا به يزداد سوءا. وقال إن المرشدين في هذه الحالة يمكن أن يساعدوا في تفسير الأعراض الجانبية للأدوية.

مرحلة ما بعد التمريض

وجه فريد من وجوه برنامج ممرضات سور يتضمن تقديم المشورة في حالة الحزن.

وتابع مالينسون حديثه قائلا: "هناك أناس يستبد بهم المرض الفتاك ويشرفون على الموت. وأصبحت أعداد اليتامى تفوق الخيال؛ إذ إن واحدة من كل أربع ممرضات في البلدان التي نعمل فيها الآن مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. ويتحتم عليهن التعاطي مع إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشرية بالإضافة إلى أفراد الأسرة الذين يلقون حتفهم."

وأوضح أنه نظرا لأن التعامل مع فيروس نقص المناعة البشرية بات يرهق الممرضات عاطفيا، فإنه يتم أخذهن، كجزء من البرنامج، خلا ل عطلة نهاية الأسبوع لقضاء وقت من أجل تلقي النصح والمشورة والتواصل مع الزملاء.

وأكد مالينسون على "أنه بعد التدخل المشترك لمساعدة الممرضات على مواجهة الحزن والأسى لفقد أحد الأهل أو الأقارب، تتوطد بينهم المودة والتقارب. ويعتبر هذا التدخل واحدا من أنجح الأمور التي حققها البرنامج."

ومن المقرر أن ينتهي التمويل الأولي للبرنامج في أيار/مايو 2009. وفي حال تم تجديد تمويل البرنامج، فسيوسع نطاق عدد البلدان التي يعمل بها من ثلاثة إلى ستة.

ولا يخشى منظمو البرنامج من عدم توفر الممرضات الأميركيات الراغبات في المشاركة فيه – إذ إن 31 ممرضة من أصل 33 ممرضة من الممرضات اللاتي عدن إلى أرض الوطن ممن شاركن في البرنامج طلبن العودة للمشاركة في البرنامج بمن فيهن شيبل-هول التي سترجع إلى إفريقيا في آذار/ مارس المقبل.

وختمت شيبل-هول حديثها قائلة "إن الجميع يقول إن هذه التجربة تغير مجرى الحياة وأنا أشهد على صحة ذلك. إنني أنتظر العودة إلى هناك بفارغ الصبر. لقد أعجبتني الفترة التي قضيتها هناك أيما إعجاب."

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي