السلام والأمن | إقامة عالم أكثر استقراراً

13 كانون الثاني/يناير 2009

بوش: مكافحة الإرهاب ينبغي ان تتصدر الأجندة الأمنية للرئيس الجديد أوباما

بوش يقيّم ما حققته حكومته من مكاسب والتحديات المستمرة للولايات المتحدة

 

من ديفيد ماكيبي، المحرر في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن—أعلن الرئيس بوش يوم الإثنين 12 كانون الثاني/يناير في آخر مؤتمر صحفي عقده قبل انتهاء فترته الرئاسية، ان الحؤول دون شن الإرهابيين هجوما على التراب الأميركي ربما يمثل التحدي الأمني الأكثر إلحاحا الذي سيواجه الرئيس المنتخب باراك أوباما.

وقال الرئيس في مؤتمره الصحفي: "إنني أتمنى له كل الخير. فالمخاطر المحدقة شديدة وثمة عدو لا يزال يتربص بنا...بل عدو يتمنّى أن يهاجم أميركا والأميركيين من جديد."

ومنذ الإعتداءات الإرهابية يوم 11 أيلول/سبتمبر 2001 أنشأت الولايات المتحدة طائفة موسعة من الشراكات الدبلوماسية والأمنية في العالم قاطبة لغرض تبادل وتقاسم الإستخبارات ولتقفي أثر التمويل الإرهابي ولتقديم المتطرفين الى العدالة – وهو إنجاز يجمع كبار المسؤولين والخبراء أنه حال دون وقوع هجوم جديد على الأراضي الأميركية.

وحينما يتسلم أوباما مقاليد الرئاسة يوم الثلاثاء 20 كانون الثاني/يناير ، فإن التصدي للإرهاب سيستلزم مضاعفة التزام أميركا تجاه السلام في الشرق الأوسط وهو التزام مضى عليه نصف قرن من الزمن.  وقد ساهمت حكومة بوش بتحريك عملية السلام قدما من خلال كونها الأولى في المجاهرة بوجوب قيام دولة فلسطينية ومساعدة المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين على إعادة إطلاق محادثات السلام في مؤتمر أنابوليس الذي عقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

وأشار الرئيس بوش في مؤتمره الصحفي الأخير: "غالبية الناس في الشرق الأوسط تقبل بالحل القائم على وجود دولتين كونه السبيل الأمثل الى السلام. ومعظم الفلسطينيين يبغون دولتهم الخاصة بهم وغالبية الإسرائيليين يتفهمون وجوب أن يكون هناك نظام ديمقراطي على حدودهم كي يقوم هناك سلام طويل الأمد." وزاد الرئيس قائلا: "إلا أن التحدي بالطبع يتمثل في إرساء الظروف التي تتيح قيام دولة مسالمة."

لكن الرئيس أردف بأن جماعات متطرفة مثل حماس والقاعدة لا تزال ملتزمة بإخراج جهود بناء السلام في الشرق الأوسط عن مسارها. وكرر الرئيس بوش نداء أميركا بوضع حد لهجوم إسرائيل العسكري في قطاع غزة من خلال وقف إطلاق نار مستدام يضع حدا لهجمات حماس الصاروخية ضد مدن وبلدات إسرائيلية ووقف تهريب الأسلحة الى داخل غزة.  وقال الرئيس: "الخيار يرجع الى حماس"لتحقيق ذلك.

في غضون ذلك، كما ذكر الرئيس بوش، يجب على الولايات المتحدة ان تواصل مساعيها الدولية لمساعدة السلطة الفلسطينية على إنشاء مؤسسات حكم متينة وتشكيل قوات أمن ناجعة، وتوفير فرص اقتصادية جديدة لمواطني الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وقال الرئيس: "الفلسطينيون بحاجة لاقتصاد نابض بالحياة...يفضي الى الديمقراطية. فهل سيحدث هذا؟ أعتقد انه سيتم وأنا أعرف أننا دفعنا بهذه العملية قدما."

التقدم—والأسف—في العراق

وأعلن الرئيس بوش أن  جزءا آخر من إرثه، وهو قراره في 2003 بقيادة تحالف دولي للإطاحة بدكتاتور العراق صدام حسين ووضع العراق في مسار يقود الى الديمقراطية، سيظل يمثل تحديا للرؤساء الأميركيين المقبلين. وقال: "السؤال هو: هل ستدوم الديمقراطية في الأجل الطويل؟"

وقد ساعدت طفرة القوات الأميركية في العراق حكومة ذلك البلد على مجابهة عناصر متطرفة ممهدة الطريق امام تحسين الوضع الأمني وأمام معاهدة وقعت مؤخرا بين واشنطن وبغداد حول انسحاب كافة القوات الأجنبية من العراق بحلول عام 2011 وهي اتفاقية قال أوباما إنه يود ان ينفذ بنودها قبل الجدول الزمني المحدد لها.

وسلم الرئيس بوش بأنه بالرغم من تلك المكاسب إرتكبت حكومته عددا من الأخطاء في العراق، مثل إساءة معاملة المعتقلين في سجن أبو غريب والإستخبارات المغلوطة بأنه كان لدى صدام حسين مخزونات من أسلحة الدمار الشامل وهو رأي تشاطره عدد من حلفاء أميركا في الأشهر التي سبقت بداية الحرب مع العراق.

وجاء في تصريحات الرئيس بوش في مؤتمره الصحفي يوم الإثنين 12 الجاري: "إن الشيء الوحيد الذي تتسم به الرئاسة هو أنه بمقدور الرئيس أن يتخذ قرارات بناء على المعلومات المتوفرة ولا فائدة من حيازة معلومات بعد اتخاذ القرارات.والرئيس يلتزم بقراراته ثم يفعل كل ما في وسعه لشرح أسباب اتخاذ القرارات التي اتخذها."

بوش يحثّ على استمرار التركيز على كوريا الشمالية وإيران

وأعلن الرئيس بوش أن تحديا سياسيا رئيسيا يتمثل في المحافظة على الزخم الدبلوماسي الدولي الضروري لكبح انتشار الاسلحة النووية. وحثّ الحكومة المقبلة على مواصلة العمل مع الأطراف الستة التي تقودها الصين لغرض الضغط على كوريا الشمالية كي تحترم تعهداتها.  وكان زعماء ذلك البلد قد وافقوا على السماح لمراقبين دوليين بالتثبت تماما من صحة جميع قدرات بيونغ يانغ النووية وذلك كجزء من جهود ترمي الى إزالة كل البرامج النووية من شبه الجزيرة الكورية وإشاعة الإستقرار في تلك المنطقة.

وقال الرئيس: "من أجل تعزيز علاقاتنا مع كوريا الشمالية، سيتعين على حكومة بيونغ يانغ ان تلتزم بتعهداتها التي قطعتها والسماح بإرساء إجراءات قوية للتثبت بما يكفل أنها لن تقدم على تطوير برنامج تخصيب مكثف للأورانيوم." ومضى قائلا: "كوريا الشمالية لا تزال تمثل مشكلة وهي لا تزال تمثل وضعا محفوفا بالخطر وكذلك هي إيران."

ويشار الى أنه خلال حملته الإنتخابية تعهد الرئيس المنتخب أوباما بإبداء استعداد جديد للتعاطي دبلوماسيا مع إيران وكوريا الشمالية وعدد من البلدان الأخرى – وهو مسار سياسي سيتطور على مدى الأشهر القادمة وموضوع يرجح أن يحتل حيزا هاما في جلسات مجلس الشيوخ للبت في ترشيح هيلاري كلينتون لتصبح وزيرة الخارجية في حكومة الرئيس الجديد.

ثم خلص الرئيس الأميركي إلى القول: إنني لن أتكهن بما سيقدم عليه (الرئيس الجديد). فهو سيتبوأ المكتب البيضاوي (للبيت الأبيض) وسيقوم بتحليل كل وضع ويتخذ القرارات التي يرى بأنها ضرورية."

يمكن الرجوع الى نص المؤتمر الصحفي للرئيس بوش في البيت الابيض بتاريخ 12 كانون الثاني/يناير، 2009، على موقع أميركا دوت غوف.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي