انتخابات سنة 2008 | دليل الانتخابات الأميركية للعام 2008

17 تشرين الثاني/نوفمبر 2008

عشرات المستشارين سيرشدون الرئيس القادم أوباما

فريق أوباما الاستشاري يتعهد بجعل الفترة الانتقالية عملية شفافة وعلنية

 
جون بوديستا الرئيس المشارك لفريق اوباما الانتقالي

من ميشال أوستين، المحررة في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن،- خلال الأسابيع المقبلة سيعلن الرئيس المنتخب باراك أوباما عمن سيقع عليه الاختيار لمناصب الوزراء وغيرهم من كبار المسؤولين الذين سيساعدون في إرشاد حكومته وممارسة دور مؤثر في صياغة السياسة الأميركية.

والأميركيون متلهفون كي يتبينوا من سيعينهم أوباما في حكومته من وزراء اذ أن هؤلاء الوزراء سيصبحون المستشارين الأساسيين للرئيس وسيشرفون على بعض أهم وزارات الحكومة الأميركية بما فيها الخارجية والدفاع والمالية.

وقال جون بوديستا أحد كبار أعضاء الفريق الانتقالي إن فريقه يعكف على دراسة خلفيات المرشحين المحتملين للمناصب الوزارية وغيرها من مناصب رفيعة المستوى.

وقال إن فريقه ملتزم بجعل فترة الانتقال من عهد بوش إلى أوباما الأكثر شفافية وعلنية في تاريخ البلاد، كما ينوي الفريق إبقاء الأميركيين على علم بتعيينات الرئيس المنتخب من خلال نشر معلومات عن الوزارة المرتقبة على الموقع الإلكتروني لفريق الفترة الانتقالية.

ومن المرجح أن تشمل أولى التنعيينات المناصب التي تتعلق بقضايا الاقتصاد والأمن القومي مثل وزيري الخارجية والدفاع.  وقال بوديستا في هذا السياق: "إن الرئيس المنتخب وكذلك نائب الرئيس المنتخب يعملان بجد في مسعى لاختيار فريقهما، وإنني أعتقد أننا نركز على الفريق الاقتصادي وفريق الأمن القومي، وذلك في ضوء الظروف التي نواجهها في الوقت الراهن."

ويتعين أن يصدق مجلس الشيوخ على تعيينات أوباما. وعن ذلك أشار بوديستا إلى أن "هذه عملية ستتطلب تعاون كلا الجانبين (الحزبين) في الكونغرس ونحن نأمل بل نتوقع أن نحصل عليه." ولا يجوز لأوباما أن يرشح رسميا أي وزراء إلى أن يتسلم مهام الرئاسة يوم 20 كانون الثاني/يناير 2009.

ومن الآن حتى تاريخ تنصيب أوباما سيباشر مكتب التحقيقات الفدرالي وغيره من هيئات حكومية بتقصّي خلفيات المرشحين كي يمكن لأولئك المرشحين الحصول على التصريح الأمني الذي يسمح لهم بالاطلاع على معلومات سرية التي حسبما تقتضي مناصبهم.

ولغرض مساعدة تعريف الوزراء والمسؤولين بوزاراتهم وهيئاتهم الحكومية أسّس فريق أوباما الانتقالي فرقا ستقوم بإجراءات مراجعات مستفيضة تتناول أكثر من 100 وزارة وهيئة حكومية—حسبما أفاد بوديستا.

وستزود الفرق "الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب والوزراء ومن ينوب عنهم— بمجرد اختيارهم— بالمعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات الاستراتيجية حول السياسات والموازنة والموظفين وذلك قبل حفل تنصيب أوباما" كما أشار بوديستا. (للمزيد، راجع المقال التالي فريق أوباما يحد كثيرا من دور مروجي المصالح الخاصة (اللوبي) في المرحلة الانتقالية على موقع أميركا دوت غوف.)

تاريخ الوزارة الأميركية ودورها

لا يتمتع المجلس الوزاري في الولايات المتحدة بسلطة جماعية رسمية بل هو عبارة عن مجموعة من الأفراد الذين يشرفون بصورة تنفيذية على كيانات وهيئات مختلفة للحكومة الأميركية ويقدمون المشورة للرئيس. إضافة إلى ذلك، وبمقتضى أحكام "قانون خلافة الرئيس" لعام 1947 فإن من يخلف الرئيس في حال غيابه يرتبون كالتالي بعد نائب الرئيس، يأتي رئيس مجلس النواب، ثم رئيس مجلس الشيوخ أو أقدم أعضائه. ولضمان استمرارية الحكومة في حال وقوع كارثة، فإن وزيرا واحدا يتغيب دائما عن الاحتفالات الحكومية الرسمية مثل جلسة الكونغرس السنوية التي يلقي خلالها الرئيس خطابه عن حالة الاتحاد.

وقد أسست أولى المناصب الوزارية في عام 1789 وعين كل رئيس أميركي وزارة كي تقدم له المشورة وتسهل الاتصالات ما بين الجهات الحكومية.  لكن يتفاوت كثيرا  عدد الاجتماعات التي يعقدها الرئيس للحكومة والى أي مدى يعتمد الرئيس على النصائح والإرشادات التي تقدمها له الحكومة.

ومصطلح الوزارة أو مجلس الوزراء لم يصبح شائعا في الولايات المتحدة إلا في العام 1793.  لكن الرئيس جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة، عقد اجتماعات لوزرائه بدءا بعام 1791. وشملت الوزارة آنذاك أربعة أشخاص هم وزراء المالية والخارجية والحرب والمدعي العام للدولة الذي كان يقوم بمهام وزير العدل حينما يُستدعى حسبما تقتضي الحاجة من قبل الحكومة الفدرالية ولم يرأس شخص منصب وزير العدل إلا بعد إنشاء الوزارة للمرة الأولى في 1870.

وعلى مر الزمن أضيفت وزارات وألغيت أخرى – مثلا في عام 1829 كان من يتولى الإدارة العامة لهيئة البريد يكون برتبة وزير لكن هذا الوضع تغير في 1872  وأصبحت إدارة البريد أقل من مرتبة الوزارة. وتضم الحكومة الأميركية الحالية 15 وزيرا يترأسون مختلف الوزارات الفدرالية. وكانت آخر إضافة في 2001 حينما استحدث الرئيس بوش وزارة الأمن الوطني في أعقاب أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 الإرهابية.

ومن أعضاء الوزارة الأميركية مدير وكالة حماية البيئة، ورئيس مكتب الإدارة والموازنة، ومدير المكتب القومي لمكافحة المخدرات، والممثل التجاري للولايات المتحدة الأميركية.

وكل هؤلاء يكون على الرئيس اختيارهم ثم يصدق مجلس الشيوخ على تعيينهم.  وهم يعملون "تحت إمرة الرئيس" أي أن لدى الرئيس صلاحية إقصاء أعضاء الوزارة في أي وقت يشاء.

والمناصب المتبقية من الوزارة الرسمية هي منصب نائب الرئيس ورئيس هيئة موظفي البيت الأبيض (الذي لا يقتضي مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه)، لكن الرئيس له مطلق الحرية في دعوة من يشاء لحضور اجتماعات الوزارة.  وممن دأبوا على حضور تلك الاجتماعات في السابق رئيس هيئة الأركان المشتركة ومستشار الأمن القومي.

تشكيل الوزارة القادمة

وفي الحكومات الأميركية التي تشكلت في الفترات الحديثة حرص الرؤساء على تشكيل وزارات منوعة إثنيا وسياسيا. ورغم أن أول حكومة للبلاد كانت تتألف كلها من رجال بيض، إلا أن سمة التنوع  أخذت في التزايد مع اقتراب  القرن الحادي والعشرين. في 1933 عين الرئيس فرانكلين روزفلت أول امرأة في منصب وزير في تاريخ الولايات المتحدة وهي وزيرة العمل فرنسيس بيركينز، وفي 1966 عين الرئيس جونسون أول وزير أسود وكان وزير الإسكان والتنمية الحضرية روبرت ويفر.

وتضم وزارة الرئيس بوش الحالية وزيريْن من المهاجرين الجدد وهما وزيرة العمل إلين تشاو التي ولدت في تايوان، ووزير التجارة كارلوس غيتيريز المولود في كوبا.

وطوال حملته الإنتخابية تعهد أوباما بتعيين وزراء في حكومته من خلفيات مختلفة. وقال بوديستا إن الرئيس المنتخب يدرس أيضا تعيين وزراء من الحزب الجمهوري.

وأضاف بوديستا أنه رغم أن التنوع هو عنصر هام فإن فريقه الذي يشرف على انتقال الحكم سيوصي بتعيين أشخاص في المناصب الوزارية من أصحاب " المؤهلات العالية والخبرات الكبيرة والمواهب الفذة بحيث يكونوا قادرين على تنفيذ الأوليات التي ذكرها أوباما" خلال حملته.

فالتميز أو التفوق سيكون المعيار الرئيسي لاختيار أي شخص ينضم للحكومة.

للمزيد عن الفترة الانتقالية راجع الموقع الخاص بالفترة الانتقالية أوباما وبايدن.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي