سلام الشرق الأوسط| الجهود الأميركية

05 كانون الثاني/يناير 2009

الولايات المتحدة تقترح خطة من ثلاثة عناصر لوقف إطلاق النار في غزة

الوزيرة رايس تعمل كثب مع المجتمع الدولي لإعداد الخطة

 

بداية النص

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتشاور مع صائب عريقات خلال مؤتمر صحفي.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتشاور مع صائب عريقات خلال مؤتمر صحفي.

واشنطن- صرح شون ماكورميك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في المؤتمر الصحفي للوزارة اليوم (5 الجاري) بأن  وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تعمل على إعداد خطة مكونة من ثلاثة عناصر يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار مستديم وقابل للاستمرار بين الإسرائيليين وحركة حماس في قطاع غزة.

وأضاف المتحدث أن العناصر الثلاثة تشتمل على: إنهاء الهجمات بالصواريخ من غزة على التجمعات السكانية في جنوب إسرائيل؛ وفتح المعابر على الحدود الإسرائيلية من وإلى غزة؛ وموضوع الأنفاق المستخدمة في تهريب السلاح والذخيرة إلى غزة.

وقال ماكورماك "إننا نتطلع ونعمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يكون مستديما وقابلا للاستمرار، وليس مرتبطا بمدة زمنية محددة، يسمح للشعب الفلسطيني بأن يتمتع بحياة أفضل، ويسمح للشعب الإسرائيلي أيضا بأن يعيش في ظروف أفضل، دون خشية من انطلاق هجمات الصواريخ من قطاع غزة."

وأشار ماكورماك إلى أن رايس تحاول حشد المجتمع الدولي حول تلك العناصر الثلاثة، معربا عن الإدراك بأن "هناك ضرورة للخوض في الكثير من التفاصيل" من أجل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي أخفق في اجتماع عقده اجتمع عشية عيد رأس السنة الميلادية الأسبوع الماضي في التوصل إلى اتفاق على خطة لوقف إطلاق النار طرحتها وأيدتها الدول العربية.      

وقال ماكورماك: "أعمال العنف لا تزال دائرة، ونحن نود، كما يود غيرنا في المجتمع الدولي، ان يتوقف ذلك العنف في أقرب وقت ممكن. ونحن نعمل تحقيقا لذلك الهدف."

وتحديدا، وبخصوص الأمن على المعابر الحدودية أشار ماكورماك إلى أنه في السابق كان يرابط مراقبون أوروبيون على معبر رفح الذي يشكل مثالا على ترتيبات يمكن أن تكون نموذجية لإعادة افتتاح المعابر الحدودية التي أغلقتها إسرائيل.  يذكر أن ترتيبات المعابر الحدودية كانت جزءا من إتفاقية الحركة والوصول التي تك التوصل إليها في العام 2005.

وأشار ماكورماك إلى أن الوزيرة رايس أجرت17 مكالمة هاتفية مع مسؤولين أجانب، في معرض مساعيها لحل الأزمة الراهنة.

الإعمال الحربية بدأت مع إطلاق الصواريخ

وقد سيطرت حركة حماس على غزة منذ حزيران/يونيو 2007 حينما أطاحت قواتها العسكرية بالسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح والتي لا زالت تسيطر على أراضي الضفة الغربية. والسلطة هي الحكومة المعترف بها في الأراضي الفلسطينية.

وقد شنت إسرائيل هجومها بعد أن أنهت حماس هدنتها مع إسرائيل التي دامت 6 أشهر وشرعت بإطلاق صواريخ وقذائف هاون على جنوب إسرائيل.

ويوم 14 الشهر الماضي أعلن زعيم حماس خالد مشعل ان جماعته التي صنفتها الحكومة الأميركية بأنها جماعة إرهابية، لن تمدد الهدنة مع إسرائيل التي توسطت مصر فيها والتي كان قد مضى عليها ستة أشهر. وبحلول 19 كانون الأول/ديسمبر بدأت حماس بإطلاق ثلاثة أنواع من الصواريخ وقذائف الهاون على مدن جنوب إسرائيل. ويوم 27 الشهر الماضي شنت إسرائيل غارات جوية هائلة على قطاع غزة ثم بدأت هجوما بريا على القطاع يوم 3 الجاري.

وكان من المقرر أن يجتمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون في نيويورك الثلاثاء 6 كانون الثاني/يناير كي يبحث معه السبل الممكنة للتوصل إلى وضع ترتيبات لوقف إطلاق النار. وصرح وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي لوكالة أسوشييتد برس بأن عباس سيطالب بالإسراع بالموافقة على قرار تؤيده الدول العربية. وقال المالكي إن عباس يسعى أيضا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم يشمل نشر مراقبين على الحدود وقوة دولية لحماية المدنيين.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك بأن الولايات المتحدة تقوم بالتنسيق الوثيق مع الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الاتحاد الأوروبي حاليا في الشرق الأوسط. فقد أوفد الاتحاد الأوروبي دبلوماسيين إلى المنطقة على أمل التوسط من أجل التوصل إلى اتفاق على إنهاء العنف. ويقوم كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومبعوث الرباعية الخاص توني بلير حاليا بزيارة إلى المنطقة وإجراء محادثات. وفي غضون ذلك يترأس وزير الخارجية التشيكية كارل شوارزنبيرغ الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في 1 كانون الثاني/يناير، بعثة من الاتحاد الأوروبي إلى المنطقة.

الأزمة الإنسانية تزداد سوءا

وفي الأثناء، أعلن الرئيس بوش في البيت الأبيض في 5 كانون الثاني/يناير أن حماس أطلقت وابلا من الصواريخ وقنابل الهاون متعمدة أهدافا إسرائيلية. وقال "أنا أتفهم أن إسرائيل تريد أن تحمي نفسها."

إلا أن بوش قال إنه لا يزال متفائلا بإمكانية التوصل إلى ترتيب لوقف إطلاق النار. وأعرب عن قلقه الشديد أيضا تجاه الوضع الإنساني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني الذي يعيش في قطاع غزة.

وقال بوش في حديثه الإذاعي السبت الذي نشر نصه في واشنطن الجمعة 2 كانون الثاني/يناير إن "الأوضاع المعيشية للفلسطينيين في غزة قد ازدادت سوءا منذ استيلاء حماس عليها بالعنف في صيف العام 2007. وحماس بإنفاقها مواردها على قاذفات الصواريخ بدلا من (بناء) الطرق والمدارس دللت على أنها لا تنوي خدمة الشعب الفلسطيني."  

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي