الحكومة الأميركية | توازن ثابت بين المؤسسات

16 كانون الثاني/يناير 2009

واشنطن تستعد لأي احتمالات طارئة تنشأ أثناء احتفالات التنصيب الرئاسية

التمارين تثبت كفاءة الاستعداد مع مساندة السلطات العسكرية للوكالات المدنية

 

من جاكلين بورث، المحررة في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن – ظلت القوات المسلحة الأميركية على مدى أكثر من 200 سنة تتولي تنسيق كل الدعم والمساندة العسكريين لمراسم احتفالات تنصيب الرؤساء المنتخبين.

إذ تقوم السلطات العسكرية بدور مساند للحكومة الفدرالية خلال احتفالات التنصيب الرئاسي، ويشمل معظم الدعم مجالات المواصلات والنقل والاتصالات. كذلك توفر الأمن والفرق الاستعراضية الموسيقية والدعم للخدمات الطبية.

وقد دأب العسكريون على توفير الدعم للتنصيب الرئاسي منذ العام 1789 عندما شارك الجيش الأميركي ووحدات من المليشيات المحلية في نشاطات تنصيب جورج واشنطن رئيسا في نيويورك.

وقد اجتمع العميد البحري إيرل غاي، نائب رئيس لجنة القوات المسلحة التنصيبية، مع الرئيس المنتخب باراك أوباما في 8 كانون الثاني/يناير لبحث التفاصيل المتعلقة بمراسم تنصيب الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة وأدائه يمين تولي السلطة، والتي بدأ التخطيط والإعداد لها منذ أكثر من سنة.

ويمثل العميد غاي تقليدا تعمل بموجبه القوات المسلحة على تكريم قائدها الأعلى الجديد، وهو عمل يعتبر بحد ذاته اعترافا بالسلطة المدنية على القوات المسلحة، وهو جانب هام في تقاليد الديمقراطية الأميركية.

وجرى العرف تاريخيا على أن تتولى الشرطة السرية مسؤولية حماية الرؤساء وأفراد أسرهم، كما تتولى مركز الصدارة في توفير الأمن أثناء احتفالات التنصيب وتنسيق مهام الشرطة المحلية من مقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة) ومن ولايتي ماريلاند وفرجينيا المجاورتين. وهكذا سيكون الحال بالنسبة لهذا التنصيب الذي خصص له 4,000 شرطي إضافي من 96 منطقة من المناطق القريبة من العاصمة تعزيزا للقوات الموجودة في العاصمة.

وأمام التدفق المتوقع لملايين الناس على واشنطن لشهود اللحظة التاريخية التي يؤدي فيها أول رئيس أميركي أفريقي اليمين، سيوفر الحرس الوطني 4,000 عنصر من أفراده لتعزيز الجهود الأمنية المحلية. وسيقوم أفراد الحرس الوطني بمهمتين مزدوجتين تشملان قيادة السيارات وحمل الرايات والأعلام. كما سيتولون الإشراف على حركة السير على طريق مسيرة الاستعراضات في شارع بنسلفانيا، أحد شوارع العاصمة الرئيسية، الذي يمر بمبنى الكونغرس والبيت الأبيض. ويحاذي الشارع الحديقة الكبرى المعروفة بالمرج القومي (ناشونال مول) حيث يتوقع أن يحتشد فيه ملايين الناس الذين يحاولون الفوز بالقاء نظرة على الرئيس الجديد.

وستشارك في الاحتفال كتيبة ماساتشوستس لجيش الحرس الوطني الـ 54 التي تمت إعادة تشكيلها مؤخرا من المتطوعين. ويعود تاريخ الوحدة الرمزية إلى الحرب الأهلية الأميركية حيث كانت أول كتيبة من الأميركيين السود. وقد أنتج فيلم سينمائي خاص عن الفرقة في العام 1989 بعنوان "المجد."

وسيزداد رونق أبهة الاحتفال الاستعراضي المهيب بمشاركة خيّالة من حرس الشرف. وستسير الوحدة على ظهور خيولها في موكب في شارع بنسلفانيا وأفرادها  يرتدون الزي العسكري الذي كان سائدا في فترة الحرب الأهلية.

ومن العروض البارزة في الاستعراض أيضا ستكون وحدة النايات والطبول لحرس الجيش القديم. وتضفي مشاركة الوحدة متعة للجمهور بأزيائها التي تميزها المعاطف الحمراء وبتشكيلاتها المنظمة الدقيقة.

وقامت فرقة مشاة البحرية في 11 كانون الثاني/يناير بتمارين تجريبة بمشاركة المشاركين في الاحتفال على إنشاد نشيد "مرحبا بالرئيس." وتطوع الجيش بضابط الصف ديريك بروكس ليقوم بدور أوباما. وصرح بروكس وهو من ولاية نورث كارولينا ويشبه أوباما في شكله وحجمه وطوله ووزنه بأنه استمتع بالشهرة خلال الساعات التي مثل فيها دور أوباما.

وتطوع العسكريون بضابطة الصف لاشون ماكري كي تقوم بدور ميشيل أوباما التي ستحمل الإنجيل الذي استعمله الرئيس ابراهام لنكولن عندما أدى اليمين كالرئيس ال 16.

في غضون ذلك كان جنود حرس الرئيس القديم لبطارية مدفعية التحية تقوم بالتدريبات على إطلاق 21 طلقة للرئيس بوش والرئيس المنتخب أوباما. ويعتبر هذا أعلى تكريم عسكري يقتصر على الرؤساء ورؤساء الدول في زياراتهم الرسمية. ويعود هذا التقليد إلى العام 1956 عند تنصيب الرئيس دوايت أيزنهاور.

الاستعداد لأي طارئ

بما أن هذا هو تنصيب لرئيس جديد ليس في الحكم منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 الإرهابية تنظر السلطات العسكرية إلى دورها على أنه يتميز بأهمية خاصة. فقد تم تخصيص 7,500 جندي في الخدمة الفعلية ليقوموا تحت إشراف السلطات الفدرالية بمهمات مؤقتة في مواجهة الحالات الطبية الطارئة فيما يتولى اختصاصيو الأسلحة مهمة تشغيل بطاريات الصواريخ الدفاعية خلال احتفالات التنصيب.

فقد أعلن الرئيس بوش الخارج من الحكم حالة الطوارئ في واشنطن بشكل يسمح للمسؤولين الاستعانة بالأموال الفدرالية لتمويل ترتيبات الأمن الإضافية ووضع الجنود الذين في الإجازة أو خارج الخدمة في حالة تأهب لطلبهم إذا دعت الحاجة.

إذ يمكن الاستعانة بهؤلاء العسكريين في جرف الثلوج وتنظيم الجماهير أو الرد على أي تهديد. وستتمركز في واشنطن وحدات عسكرية متخصصة بالكيميائيات والبيولوجيا حرصا على سلامة الزائرين.

وتتولى القيادة الأميركية الشمالية مسؤولية مساعدة قوات الأمن الداخلي بما فيها شرطة العاصمة ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي). وقدمت القيادة الشمالية التي يترأسها جنرال الطيران فيكتور رنيوارت دعمها آخر مرة في احتفالات التنصيب في العام 2005.

وستضع القيادة الشمالية بتصرف التنصيب هذه المرة أكثر من 11،000 جندي. وسيعمل بعضهم كمرشدين وأدلاّء في 10 حفلات رسمية كبرى تقام مساء 20 كانون الثاني/يناير. ومما يذكر أنه ستكون هناك على نهر البوتوماك القريب مركبة خاصة للهبوط على مخدة هوائية على استعداد للإجلاء إذا دعت الضرورة.

ويتولى الجنرال رينيوارت بالإضافة إلى القيادة الشمالية قيادة القيادة الشمالية للدفاع الجوي. وستزيد طلعات دوريات الطيران خلال التنصيب كإجراء احترازي وذلك للتصدي لأي طيران مشبوه خلال فترة انتقال الرئاسة. وستحلق الطائرات الحربية من طراز إف-15 وإف-16 وإف-22 في أجواء واشنطن في الوقت الذي يؤدي فيه الرئيس الجديد اليمين.

وسيتولى طيارو مشاة البحرية الأميركية نقل بوش وأسرته بطائرة هليكوبتر من مقر الكونغرس إلى قاعدة أندروز الجوية القريبة التي يغادرها قاصدا ولاية تكساس حيث يعود إلى استناف الحياة الخاصة كمواطن.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي