المنظمة :: مركز الأنباء :: مقالات إخبارية :: 2008 :: إنفلونزا الطيور تُعاود التفشي في جائحاتٍ جديدة
إنفلونزا الطيور تُعاود التفشي في جائحاتٍ جديدة
فيروس المرض لا يزال تهديداً عالمياً شاملاً رغم التحسُّن الكبير في إجراءات المكافحة
24 يناير/كانون الثاني 2008، روما- كشفت الجائحات الأخيرة لوباء إنفلونزا الطيور في 15 بلداً عن أن فيروس المرض "H5N1" لا يزال يشكّل تهديداً عالمياً شاملاً ويتطلّب مراقبةً دقيقة وجهوداً مكثّفةً لمكافحته، حسبما ذكرت اليوم منظمة الأغذية والزراعة "FAO".

فمنذ ديسمبر/ كانون الأول 2007، أكد كلٌ من بنغلاديش، وبينان، والصين، ومصر، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيران، وإسرائيل، وميانمار، وبولندا، وروسيا، وأوكراينا، وتركيا، وفيتنام حالات تفشِ جديدة من فيروس "H5N1" في أسراب الدواجن. وباستثناء بعض حالات الإصابة بين الطيور البرية، في الصين وبولندا والمملكة المتحدة، وقعت معظم الفاشيات المؤكدة الأخيرة من المرض بين الطيور الداجنة من الدجاج والديك الرومي والإوز والبط.

وطبقاً لكبير الخبراء البيطريين لدى المنظمة جوزيف دومنيك، فلقد " ُأحرز تقدم كبير على النطاق الدولي في السيطرة على فيروس 'H5N1' ". وأضاف: "ونحن الآن في وضعٍ أفضل لمواجهة المرض مقارنةً بالحالة قبل ثلاثة أعوام. فإجراءات المراقبة والرصد، والكشف المبكّر، والاستجابة الفورية شهدت تحسّناً بل ونجح كثيرٌ من الُبلدان المتضررة بالمرض فعلياً في القضاء على الفيروس بين أسراب الدواجن لديها".

غير أن أزمة فيروس إنفلونزا الطيور، طبقاً لخبير المنظمة البيطري، أبعد ما تكون عن نهايتها ولم تنفكُّ تثير القلق لا سيما في حالة إندونيسيا وبنغلاديش ومصر، حيث توطّن الفيروس في عُمق مناطق هذه البلدان رغم الجهود الكبيرة المبذولة لمكافحته.

الفيروس يواصل انتشاره

حذَّر الخبير دومنيك قائلاً أن من المتعين على البُلدان مواصلة مراقبتها عن كثب لتطورات الحالة، إذ "في حين لم يضح الفيروس أشد قدرةً على عدوى الإنسان فما زال مُستشرياً في أجزاءٍ من آسيا، وإفريقيا، وربما أوروبا. ولذا لم يفتأ الفيروس يشكّل تهديداً لإمكانية تفشي وباءٍ بشري عارم من الإنفلونزا".

وفي مَعرِض التعليق على الحالات المنفردة لبعض البلدان، قال خبير المنظمة أن الهند تناضل من أجل السيطرة على أسوأ جائحة تشهدها من هذا الوباء بين الطيور بولاية غرب البنغال.

وتُعدّّ إندونيسيا من أشد البلدان تضرراً بالمرض حيث سُجِّلت فاشياتٌ، بعضُها بالغ الحدّة عبر 31 مقاطعة من بين 33 مقاطعة لديها في المجموع منذ عام 2004. كذلك تشكّل حالات الإصابة البشرية المتواصلة في إندونيسيا مصدراً للقلق.

وأفاد الخبير دومنيك بالقول: "لقد لاحظنا ظهور سلالاتٍ جديدة من الفيروس مؤخراً في إندونيسيا، مما قد يعني أن المُصول المستخدمة لديها قد لا تكفي لحماية الدواجن من المرض، ويستدعي ذلك مزيداً من التحرّيات وتطوير مصولٍ أعلى فعّالية لتحصين الدواجن".

وتمضي الحكومة الإندونيسية مع المنظمة في جهدٍ منسَّق عبر شبكة المختبرات المرجعية الدولية المشتركة بين المنظمة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان "OIE" بتنفيذ برنامج لمراقبة الفيروس والإحاطة الدقيقة بأبعاد المشكلة كافة.

وفي بنغلاديش تضرّر 21 مقاطعة من أصل 64، من جرّاء فيروس "H5N1" ويبدو أن الوضع لم ينفك يتدهور. ويبدو أن المرض بات شديد التوطن في أراضيها إذ لم تنجح حملات المراقبة والرصد والمكافحة إلى الآن في الحيلولة دون انتقال الفيروس عبر مقاطعات بنغلاديش. وتُباشر المنظمة بتعزيز وجودها في البلاد لدعم الحكومة في مساعيها للسيطرة على انتشار المرض.

ولاحظ خبير المنظمة أن مصر صعّدت حملاتها لمكافحة إنفلونزا الطيور، لكن الفاشيات الأخيرة لديها تشير إلى أن جهود المكافحة تتطلب تعزيزاً إضافياً.

وأوضح أن "الإبلاغ عن الفاشيات الجديدة في الدواجن، وإجراءات التطهير، وعمليات الطرح، والسيطرة على انتقال الطيور، واعتماد متطلّبات الأمن الحيوي (البيولوجي) في المَزارع والأسواق تظل غير كافية وتتطلب تحسيناً إضافياً". ثم أفاد بأن "حملات التحصين المصلي كانت ناجحة عموماً في المزارع التجارية، ولكن ليس في أوساط صغار المنتجين".

ففي أعقاب النجاحات الأولى لحملات التحصين البيطري باللقاحات المصلية في مَزارع الدواجن الصناعية المصرية من الممكن أن يكون قد طرأ بعض التراخي، مما سَمح للمرض بمعاودة الظهور مجدداً في القطاع الصناعي وأدّى إلى إعادة انتشاره علي نطاقٍ أوسع في أرجاء البلاد كافة. ومما أكده خبير المنظمة أيضاً ضرورة مواصلة تحري ومتابعة إمكانية التبدّل الطَفري لسلالات الفيروس. وتمضي المنظمة بالتعاون الوثيق مع الحكومة المصرية في تعزيز جميع المتطلّبات المتعلقة بالكشف والمكافحة والاتصالات.

خطرٌ شديدٌ ماثل

وفي غرب إفريقيا شهد عام 2007 فاشيات من إنفلونزا الطيور في كلٍ من بينان وغانا ونيجيريا وتوغو. وفي هذا الصدد حذّر الخبير دومنيك من خطرٍ شديد ماثل لتوطُّن الفيروس في الإقليم، قائلاً "إن استشراء الفيروس في نيجيريا قد يصبح مصدراً محتملاً للعدوى بانتقاله إلى البلدان المجاورة، رغم الجهود المكثّفة التي تحشدها الحكومة النيجيرية للسيطرة على المرض في الدواجن ومكافحته". وتواصِل المنظمة من جانبها العمل الوثيق مع حكومات الإقليم بغية النهوض بفعّالية إجراءات المكافحة للمرض.

وفي أوروبا، وردت بلاغات مؤخراً من ألمانيا وبولندا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة، تفيد بوقوع فاشيات جديدة من إنفلونزا الطيور.

وفي تقديرات خبير المنظمة دومنيك فإن "إجراءات الكشف والاستجابة الفورية في جميع البلدان بصفة عامة، وعلى الأخص لدى بُلدان الاتحاد الأوروبي تعدّ بالغة الفعالية". غير أنه يضيف مُستفسراً، "لكننا نرى أن الإصابات التي سبّبها الفيروس في الدواجن لم تنتقل عن طريق الطيور البرية، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن مسارب أخرى للعدوى بالفيروس، وغير ذلك من الحاضِنات المحتملة للفيروس ربما من خلال البط المُربّي طليقاً خارج الحظائر... على سبيل المثال".

وجديرٌ بالذكر أن أكثر من 50 بلداً نجحت في مكافحة المرض واستئصاله من الدواجن، بمساعدةٍ مباشرة من المنظمة. ويؤكد الخبير دومنيك في هذا الصدد أن "إجراءات الرقابة، والمكافحة الفورية، والأمن الحيوي، والتحصين المصلي السليم، والطرح، وتدعيم الخدمات البيطرية هي عناصر تمثل عماداً لضمان إنجاح حملات مكافحة فيروس إنفلونزا الطيور".

للإتصال

إرفين نورتوف
المسؤول الإعلامي لدى المنظمة
erwin.northoff@fao.org
Tel:(+39)0657053105
Cel:(+39)3482523616

المنظمة/هوانغ دينغ نام

تتفشّى إنفلونزا الطيور على الأكثر في الدواجن والبط والإوز.

المنظمة/هوانغ دينغ نام

بيطري يفحص عيّنة من البط في سوق بفيتنام.

إرسل هذا المقال
إنفلونزا الطيور تُعاود التفشي في جائحاتٍ جديدة
فيروس المرض لا يزال تهديداً عالمياً شاملاً رغم التحسُّن الكبير في إجراءات المكافحة
24 يناير/كانون الثاني 2008- تدلِّل الجائحات الأخيرة لإنفلونزا الطيور في 15 بلداً على أن فيروس المرض "H5N1" لا يزال يشكّل تهديداً عالمياً شاملاً ويتطلّب مراقبةً دقيقة وجهوداً مكثّفةً لمكافحته.
مطلوب عنوان البريد الإلكتروني للمتلقي
مطلوب عنوان صالح للبريد الإلكتروني للمتلقي
RSS