الحكومة الأميركية | توازن ثابت بين المؤسسات

13 كانون الثاني/يناير 2009

انتقال الرئاسة يتيح الفرصة لمد جسور التفاهم

أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية تشكل أكبر التحديات التي تنتظر الحكومة الجديدة

 

من جاكلين بورث المحررة في موقع أميركا دوت غوف

بداية النص

واشنطن – لم تعد حتى الدورة الإخبارية المستمرة على مدار الساعة أربعا وعشرين ساعة كافية لإرضاء المستهلكين المتعطشين لتلقي الأنباء عن قائمة أولويات السياسة الخارجية المتنامية لحكومة أوباما الجديدة.

والشعار الذي يتردد الآن مرارا وتكرارا في كلمات أعضاء اللجان والأشخاص المتحدثين في العاصمة الأميركية وفي خارجها هو أن هناك كثيرا من المشاكل وقليلا من الوقت. ففي واشنطن التقى في 8 كانون الثاني/يناير أكثر من 1,400 شخص من الأكاديميين والصحفيين والمسؤولين الحكوميين والعسكريين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة تلك القائمة الطويلة من المشاكل في لقاء رعاه معهد السلام الأميركي تحت شعار "تسليم الصولجان: مشاكل السياسة الخارجية والفرص التي تواجه الحكومة الجديدة."

تحدث في الاجتماع المبعوث الخاص لحكومة بوش، المنتهية فترتها، لعدم الانتشار النووي روبرت جوزيف وقال إن من المهم تأييد الرئيس المنتخب باراك أوباما في سعيه للتصدي لسيل من الأخطار التي تهدد الأمن الوطني.

وستظل الحرب الجارية في أفغانسان والعراق تحتل مركز الصدارة في اهتمام الرئيس الجديد، وكذلك ستكون أفعال حكومتي الدولتين المجاورتين باكستان وإيران. إذ قال مستشار الأمن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي إن اهتمامات السياسة الأميركية الخارجية في البلدان الأربعة متشابكة لكن كلا منها يتطلب أسلوبا مختلفا ومتميزا في التعامل وسياسة محددة.

وقد برزت أهمية تلك المنطقة في اهتمام الحكومة الجديدة من خلال الزيارة التي قام بها إليها نائب الرئيس المنتخب جو بايدن من 9 إلى 11 كانون الثاني/يناير. وكان أوباما وبايدن قد تعهدا بإعادة إنعاش تنمية أفغانستان الاقتصادية بتوفير مزيد من الموارد وبزيادة المساعدة لباكستان.

وبُحثت في المؤتمر قضية ضمان تعاون كوريا الشمالية مع جهود تجريدها من برنامجها النووي بشكل يرضي اهتمامات اليابان والصين وروسيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ومتطلباتها للتحقق من التزام كوريا الشمالية.

ورأى المشاركون في المؤتمر أن أوباما سيحتاج إلى معالجة المطالب بالعمل على إبطاء التغير المناخي العالمي. ويرتبط هذا الموضوع بقضيتين أخريين ملحتين وهما: الأمن الغذائي والحاجة المتزايدة للمساعدة حول العالم لمواجهة آثار الكوارث الطبيعية المتزايدة.

وقالت وندي شيرمان التي ستعود قريبا إلى وزارة الخارجية لفترة ثانية من الخدمة كمستشارة في الحكومة الجديدة، إن على الحكومة القادمة أن تبذل أقصى جهدها لمعالجة مجموعة معقدة من المشاكل الأمنية لأن "الصولجان" الذي بحث المشاركون في المؤتمر تسليمه وانتقاله من بوش إلى أوباما في 20 كانون الثاني/يناير ليس "عصا سحرية."

المشاكل الإقليمية ستكون المسيطرة

هناك كثير من الخبراء الذين يقفون على استعداد للتشمير عن سواعدهم في حين انهالت نصائحهم حول كل مشلكة عالمية وفي أي منطقة من العالم تخطر بالبال. وقالت المستشارة السياسية السابقة في وزارة الخارجية سوزان مالوني إن هناك فرصة قائمة للتغيير في طبيعة العلاقات الأميركية الإيرانية بعد فوات كثير من الفرص الضائعة. وقالت إن من الممكن أن تقرر إيران فعلا المشاركة في حوار انتقائي بنّاء مع الولايات المتحدة وخاصة بالنسبة للموضوع المحدود حول أفغانستان.

وقال وليام لويرز، رئيس جمعية الأمم المتحدة للولايات المتحدة، إن الأوان قد آن لتبني نغمة جديدة مع إيران ودافع عن مخاطبة المسؤولين الإيرانيين مباشرة وفتح حوار معهم مثل ما فعلت الولايات المتحدة مع الصين خلال فترة رئاسة نيكسون. وأضاف مالوني أن مبادرات إنقاذ ماء الوجه سيكون لها أثر كبير في تمهيد السبيل أمام مزيد من الاتصال في المستقبل.

وتحدث الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الوسطى الأميركية مطولا عن طريق المستقبل في أفغانستان. وقال إنه لم يكن هناك أمر سهل هناك، لكنه نبه إلى أن التقدم في العام 2009 وما بعده سيتطلب أسلوب معالجة إقليميا شاملا يشمل باكستان.

وأضاف بترايوس أن بناء قدرة الحكومة على تقديم الخدمات في مناطق أفغانستان والحد من الفساد وفرض حكم القانون سيحتاجان إلى وقت.

وأشار بترايوس إلى أن على الائتلاف أن يعمل كشريك لأفغانستان ولا يتصرف باتخاذ تدابير من شأنها أن تؤدي إلى تصوره كقوة محتلة. وقال إنه يجب تخفيف الإصابات بين المدنيين الأفغان وإلا فإنه ستكون لطالبان أداة فاعلة في التجنيد.

أما بالنسبة للأمن الغذائي في أفغانستان، فقال بترايوس، إن ذلك سيتطلب اهتماما عاجلا، وطالب بتقديم دعم لإعانة المزارعين الأفغان على إنتاج محاصيل ذات أولوية.

قضايا يمكن أن تحقق تقدما سريعا

بانتقال الحديث إلى موضوع يلقى اهتماما خاصا، تكهن الأمين العام المساعد للأمم المتحدة روبرت أور بأن العام 2009 سيكون "عام تغير المناخ" وذلك نتيجة لتوافق المصالح المشتركة.

وقالت آن-ماري سلوتر، عميدة كلية ودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، إن على الولايات المتحدة أن تتولى مركز الصدارة بالنسبة لتغير المناخ وعدم انتشار الأسلحة وإلا فلن يحدث تقدم يذكر. وأضافت أن القيادة الاستراتيجية تعني في نفس الوقت البحث عن شركاء أقوياء وترك المجال أمام البلدان الأخرى كي تحتل مركز الزعامة عندما يكون لذلك مغزى. وقالت سلوتر إن الولايات المتحدة بمشاركتها الآخرين في تحمل الأعباء "تدعو إلى التعاون" الذي يؤدي إلى مزيد من المشاركة الدولية الناجحة.

وضرب نائب وزير الخارجية السابق ريتشارد أرميتاج مثلين على ما يمكن أن تفعلهما حكومة أوباما فورا لتغيير المعادلة الدولية سريعا وجذريا. وأوضح قائلا إن على الرئيس الجديد أن يغلق مركز الاعتقال في خليج غوانتنامو بكوبا وأن يطلب من مجلس الشيوخ الأميركي المصادقة على قانون الأمم المتحدة لاتفاقية البحار للعام 1982. وأضاف أن المعاهدة تحدد حقوق ومسؤوليات الدول في استخدام محيطات وبحار العالم، وتحدد قواعد إدارة موارد الثروة البحرية.

واختتم السناتور ريتشارد لوغر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، أعمال المؤتمر الذي دام يوما بدعوته الجميع إلى تقبل الانتقال السياسي وتأييده. ووصف المرحلة بأنها أوان للأم الجراح السياسية وبناء الجسور.

نهاية النص

احفظ ضمن مفضلاتك عبر:     المفضل؟ كيف أختار مقالي