eJournal USA

الاقتراع لأول مرة

بقلم ريبيكّا زيفمن

The Long Campaign: U.S. Elections 2008

المحتويات
حول هذا العدد
كيف تغيّر الإنترنت معالم حلبة المنافسة
تكنولوجيا الاقتراع الجديدة: حل أم مشكلة
الاقتراع لأول مرة
انتخابات الكونغرس
الناخب الأميركي المتغير
النساء الناخبات في الولايات المتحدة
تغطية الحملة الرئاسية: المشهد من باص الصحافة
استطلاعات الرأي السياسية: لماذا لا يمكننا الاستغناء عنها
بداية جديدة
كيف سيتم تمويل الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2008
هل تعدت الهيئة الانتخابية المنفعة المرجوة منها؟
المراجع
مصادر الإنترنت
 

Joanna Fisher, a first-time voter from Charlotte, North Carolina, outside her college dormitory.
جوانا فيشر، المقترعة للمرة الأولى، من شارلوت، في ولاية نورث كارولينا، تطالع خارج مهجعها الجامعي.
تقدمة من جوانا فيشر

شابتان أميركيتان تصفان ماذا يعني حق الاقتراع بالنسبة إليهما، كما تعبِّران عن مدى حماستهما للمشاركة في التصويت للمرة الأولى. ريبيكّا زيفمن هي كاتبة في مكتب برامج الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية الأميركية.

إن حق المشاركة في الانتخاب هو أحد الامتيازات الأساسية في الديمقراطية. وفي الولايات المتحدة، يحق لكل مقيم يحمل الجنسية الأميركية ويكون عمره ثمانية عشرة سنة على الأقل، بأن يدلي بصوته في الانتخابات.

وبالنسبة للمقترعين للمرة الأولى، فإن الإدلاء بأصواتهم لأول مرة يعتبر مناسبة تذكارية بالنسبة إليهم. فهي فرصة لهم من أجل ممارسة حقهم الذي يحميه الدستور، في المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية.

وفي هذه المقالة ناخبتان، إحداهما طالبة بلغت حديثاً سن الاقتراع، وأخرى نالت الجنسية الأميركية مؤخراً، تعبِّران عن أفكارهما بمناسبة اشتراكهما بالاقتراع للمرة الأولى.

جوانا فيشر طالبة جامعية في العشرين من عمرها، وهي من شارلوت، بولاية نورث كارولينا، وتقضي تسعة اشهر من السنة في الجامعة في ووترفيل، بولاية ماين. وقد قامت بالإدلاء بصوتها للمرة الأولى في العام 2005، في انتخابات ولاية ماين.

ولم يكن ثمة شكّ عند فيشر في أنها ستدلي بصوتها في أول مناسبة تتهيّأ لها. "كنت على ثقة دائمة بأنني سوف أتسجل لكي أُصبح ناخبة حالما تحصل انتخابات أكون عندها قد بلغت السن التي تؤهلني للاقتراع"، تقول فيشر. وتضيف، "أعتقد أنني نشأت في عائلة تهتم بالسياسة، وتهتم بالأمور التي تحدث من حولنا".

وحتى قبل أن تبلغ فيشر سن الاقتراع، فإنها كانت قد شاركت في العملية السياسية. فخلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2004، كانت فيشر في السابعة عشرة، أي أقل بسنة واحدة فقط من عمر التأهل للمشاركة بالانتخابات. وتعويضاً عن عدم تمكنها من الاقتراع، قامت فيشر بالعمل في حملة ارسكين باولز المرشح لمنصب عضو في مجلس الشيوخ الأميركي، وقامت بتوزيع النشرات الإعلانية من بيت إلى بيت في مدينة شارلوت التي تقطنها. كما أنها تطوعت أيضاً في مدرستها لمساعدة زملائها الأكبر منها سناً في التسجيل لممارسة حق الاقتراع. تقول فيشر، "كان] الاقتراع هو[ المهم حقاً بالنسبة لي، رغم كوني لم أدل بصوتي فيه، فإنني أنجزت الكثير من الأعمال."

وعندما بلغت الثامنة عشرة آلت فيشر على نفسها ان تتسجل للاقتراع. تقول، "إن والديَّ لم يذكرا لي حتى أنه يجب عليّ التسجيل للاقتراع". وتستطرد قائلة، "شعرت أن هذا الأمر يعني شيئاًَ منطقياً لي."

Malavika Jagannathan, Green Bay Press-Gazette reporter, new citizen, and new voter, at work in the newsroom
مالافيكا جاغناثان، مراسلة مجلة غرين باي برس غازيت، وهي مواطنة جديدة ومقترعة جديدة، تعمل في مكتب الأخبار.
تقدمة من مالافيكا جاغناثان

وهكذا، وفي الثامن من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2005، تسجلت جوانا ثم أدلت بصوتها لأول مرة بعد ذلك بدقائق فقط. تقول جوانا، "كان ذلك الاقتراع مجرد عملية انتخابية محلية في ووترفيل. وكانت مخصصة لانتخاب رئيس البلدية، ومفوض المدينة. وهي أشياء محلية في الحقيقة". ثم تضيف شارحة، "تقدمت مبرزة رخصة قيادة صادرة في نورث كارولينا (من اجل التعريف). وقد اقتضى الأمر مني فقط ثلاث دقائق أدليت بعدها بصوتي."

ومنذ ذلك الاقتراع الأول، كانت فيشر قد اقترعت مرة أخرى، ولكن هذه المرة في المنافسة على حاكمية الولاية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2006. وهي الآن تتطلع قُدماً نحو انتخابات العام 2008 الرئاسية والكونغرسية. قالت، "إنني شديدة التوق للاقتراع القادم لانه سيكون مناسبة لمشاركتي الأولى في اقتراع الرئيس"، ثم تضيف، "أنها انتخابات لأربع سنوات، وهي تبرز صورتنا القومية، لأنفسنا كما للبلدان الأخرى."

أمّا مالافيكا جاغناثان، 23 عاماً، فتشعر بحماس مشابه للاشتراك في الاقتراع للمرة الأولى. وكمراسلة لمجلة "غرين باي برس غازيت" في غرين باي، بولاية ويسكونسن، كانت محبطة خلال قيامها بتغطية الانتخابات بحكم وظيفتها، في حين لم تكن هي قادرة على المشاركة فيها شخصياً.

ويعود أصل جاغناثان إلى بنغالور في الهند، لكنها هاجرت إلى الولايات المتحدة في العام 1995، حيث استقرت مع عائلتها في كوليج ستايشن في ولاية تكساس. ومنذ نعومة أظفارها، كانت عائلتها شديدة التركيز على ضرورة المشاركة السياسية. تقول مالافيكا، "والدتي كانت تقول لي دائماً أنه رغم ان جوازات سفرنا تعود إلى بلاد أخرى، فلا بد لك من أن تكوني ناشطة في مشاركتك في أي مجتمع تكونين فيه."

ومثلها في ذلك مثل فيشر، فإن جاغناثان كانت منخرطة في العمل السياسي قبل وقت طويل من أن تصبح مؤهلة للاقتراع. ففي المدرسة الثانوية كانت تتطوع لمصلحة الحزب الديمقراطي كما لمصلحة حزب الخضر، وكانت تقوم بتوزيع المنشورات الدعائية، وتنظم حملات تسجيل المقترعين في مدرستها. تقول، "كنت أقوم بترتيب حجيرات الاقتراع الصغيرة، لكنني لم اكن قادرة على القيام بتسجيلهم ]الطلبة الآخرين[ بنفسي لأنني أنا نفسي لم أكن مسجلة كمقترعة."

ووفقاً إلى جاغناثان، فإن وضعيتها كغير مواطنة قد ألهمتها في الحقيقة لكي تصبح أكثر تعمقاً في السياسة. "لقد عرفت أنني لست مؤهلة ]للاقترع[، لكنني قادرة بكل تأكيد بأن أساهم بطرق أخرى غير الاقتراع." وأضافت، تقول، "أعتقد أن ذلك هو إلى حدِّ ما سبب شدة انغماسي في السياسة".

Students unveil a College Republicans poster at West Virginia University in Morgantown.
طلاب يكشفون عن ملصق دعائي جمهوري جامعي في جامعة وست فرجينيا في مورغان تاون.
© AP Images/لينغبينغ هانغ

وفي الرابع عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2006، صارت جاغناثان مواطنة أميركية. وفي اليوم التالي لذلك قامت بزيارة قاعة غرين باي سيتي ووضعت علامة نعم في المربع المخصص لذلك على طلب التسجيل الذي يسأل السؤال التالي: "هل أنت من مواطني الولايات المتحدة الأميركية؟"

ومع أن فترة حوالي الشهرين كانت لا تزال تفصلها عن موعد الانتخابات القادمة، لكن جاغناثان كانت شديدة التوق لكي تسجل نفسها فيها كناخبة. فهي تقول، "أعتقد أنني ما لبثتُ أتحدث عن الاقتراع لمدة طويلة لدرجة أن الشيء الأول الذي اعتبرت أنه كان عليَّ القيام به هو أن أسجل نفسي."

وبعد شهرين شاركت جاغناثان بالتصويت في انتخابات تمهيدية محلية مع بعض الآخرين من الذين يقترعون أيضاً للمرة الأولى. تقول، " كنت شديدة الانفعال. وكان المركز الذي عليّ ان اقترع فيه هو الكنيسة القريبة من محل سكني، حيث تقوم في خدمته بعض السيدات العجزة النحيلات. أخبرتهن ان هذه هي تجربتي الأولى في التصويت، فصرن هنّ أيضاً متحمسات لذلك".

بعد قيامها بتغطية عدة دورات انتخابية، بوصفها صحافية، وبوصفها متطوعة لمصلحة حزب سياسي، كان من بواعث سعادتها أن تقوم هي نفسها أخيراً بالمشاركة في الاقتراع والإدلاء بصوتها. قالت، "لقد تراكم الأمر لدي منذ مدة طويلة، وحسبما أعتقد خاصة بعد انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2006، عندما كنت أتحرّق غيظاً من مجرد الجلوس هنا لتغطية انتخابات ليس لي الحق بالإدلاء فيها بصوتي، ويبدو الآن أنني قد أشبعت رغبتي هذه بطريقة ما."

ومع أن مرشحيها المفضلين لم يحالفهم النجاح في ذلك اليوم، فإن جاغناثان قد أخذت على نفسها عهداً في ذلك اليوم أمام رفاقها وعائلتها، بأنها سوف لا تأنف عن محاولة الاقتراع في كل دورة انتخابية لاحقة. قالت شارحة، "لقد شعرت انني جزء من شيء ما". ,أضافت "أعتقد لان هذا لم يكن في متناولي لمدة طويلة، فإنني قد أيقنت الآن أهمية هذا الأمر."

ووفقاً إلى جاغناثان، فإن المواطنين الجدد قد يثمّنون قيمة المشاركة في حق التصويت اكثر من المواطنين المولودين في البلاد أصلاً. قالت، "أعتقد أنك إذا كنت مولوداً مع هذه الحقوق فإنك قد لا تنظر إليها بنفس الأهمية". وأردفت تقول، "أمّا، عندما يكون مفروضاً عليك ان تعيش دون ممارسة هذه الحقوق، ومن ثم تحصل عليها، فإنها تصبح أكثر أهمية بكثير بالنسبة إليك."

 

Back to Top


        يشرف على هذا الموقع مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية.
       إن الآراء المتضمنة في المواقع غير التابعة للحكومة الأميركية والمرتبطة بهذا الموقع لا تعكس بالضرورة آراء وزارة الخارجية.