Internatinal Information Programs (Arabic)

US Society and Values

الرياضة في أميركـا
مجلة إلكترونية تصدرها وزارة الخارجية الأميركية
المجلد 8، العدد 2، كانون الأول/ديسمبر، 2003

red bullet ترحيب red bullet العناوين الرئيسية red bullet

thin green line

Cover Graphic -- Ted Miksinski; Photodisc (6)

كلمة المحررين

يصف روبرت فروست (1874-1963)، وهو أحد أكثر الحائزين على التقدير بين الشعراء الأميركيين، افتتان البلاد بالرياضة بقوله، "ما من إطراء يطربني أكثر من اعتقاد الناس أنني قادر على كتابة النثر إلا اعتقادهم أيضاً أنه سبق لي أن قذفت كرة بايسبول بشكل مميّز". فالأميركيون، سواء كانوا شعراء أو سياسيين، نجّارين أو أخصائيين في أمراض القلب، أو من أي شريحة أخرى من شرائح المجتمع، يتشاطرون جميعاً اهتماماً راسخاً بالألعاب والمسابقات الرياضية.

إن حريات الاختراع، والتكييف، والابتكار، وهي حريات تعتبر مركزية بالنسبة للتجربة الأميركية، عناصر متممة للانتشار العظيم للنشاطات الرياضية في الولايات المتحدة، وللشعبية الهائلة التي تتمتع بها. فالرياضة هي رابط اجتماعي يحقق لُحمة البلد، وهي في نفس الوقت، وسيلة لنشر قيم كالعدالة، والروح الرياضية، والعمل ضمن الفريق، والتضحية. كما ساهمت الرياضة في الاندماج العرقي والاجتماعي، وحتى في تطوير اللغة إذ انسابت مصطلحاتها وتعابيرها إلى لغة التخاطب المعتادة. كما شكّلت الرياضة أيضاً مادةً ركزت عليها الفنون الشعبية، وخاصةً الروايات والأفلام.

وقد نشأت طقوس اجتماعية مختلفة تمارس في أوقات المباريات الرياضية. فمباريات الفوتبول الأميركي (وهي غير كرة القدم المعروفة في العالم العربي)، أو مباريات كرة السلة، تشكل في المدارس الثانوية المحلية أهم حدث أسبوعي بالنسبة للأهالي في العديد من المجتمعات المحلية عبر الولايات المتحدة. كما أن المناصرين لكبريات فرق كرة القدم الأميركية الجامعية والمحترفة غالباً ما يتجمّعون في مواقف للسيارات خارج الملاعب لتناول أطعمة خفيفة في الهواء الطلق قبل بداية المباراة، أو يجتمعون أمام أجهزة التلفزيون في منازل بعضهم البعض خلال مباريات بطولة كرة القدم الأميركية للمحترفين، المسماة "السوبر بول". ويهرب آلاف المعجبين برياضة البايسبول من الثلوج والجليد في شمال البلاد، لمدة أسبوع أو أسبوعين في كل موسم شتاء، إلى مخيمات التدريب في الجنوب والجنوب الغربي لمشاهدة لاعبيهم المُفضّلين عن كثب أثناء استعداداتهم لافتتاح موسم البايسبول الاحترافي في الربيع.

أما في حال عدم انشغال عشاق الرياضة في مشاهدة مباراة ما أو المشاركة في لعبة ما، فسيكونون على الأرجح منشغلين بالبحث على الإنترنت، أو الاستماع إلى الراديو، أو مطالعة الصفحات الرياضية في صحف الصباح بحثاً عن آخر نتائج فرقهم ورياضييهم المُفضّلين. وكثيراً ما تستخدم وسائل الإعلام الرياضة كعدسة مكبرة تركز من خلالها على ظاهرة اجتماعية أو ثقافية أكبر. فمثلا،، نشرت صحيفة الواشنطن بوست مؤخراً، مقالاً على صفحتها الأولى عن بلدة ريفية صغيرة في ولاية مونتانا التي تقع في القسم الغربي من الولايات المتحدة، تكافح من أجل استمرار برنامج لعبة كرة القدم الأميركية في مدرستها الثانوية المهدد بسبب التناقص في عدد السكان المحليين. وقال أحد هؤلاء السكان لصحيفة الواشنطن بوست، بحزن "إن لم يعد هؤلاء الفتيان موجودين يلعبون الفوتبول، لن يبقى لدينا شيء نجتمع من أجله."

حاولنا في هذه المجلة سرد بعض من الشعر والنثر، إذا جاز التعبير، حول الرياضة في أميركا. ويقدم ثلاثة كتاب بارزون، هم روجر روزنبلات، وجون إدغار وايدمان، وجوزيف إبستاين، ملاحظات فريدة وشخصية جداً حول معنى وقيمة الألعاب التي يمارسها الأميركيون. ويقدم كتّاب آخرون وجهات نظر متباينة حول تأثير الرياضة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم. كما نستكشف بعض الاتجاهات والتطورات الاجتماعية الحالية، مثل الانخراط المتزايد للنساء والمعوّقين في المنافسات الرياضية، الذي ظهر نتيجة للتشريعات الفيدرالية، والوعي القومي المتنامي. ثم نصف كيف عمل المُدربون واللاعبون في مدرستين ثانويتين في ضواحي مدينة شيكاغو من أجل تمكين أعضاء الفريق المسلمين من الصيام خلال شهر رمضان.

بالنسبة للمظاهر المالية للرياضة، تحدثنا إلى رجل اقتصاد يُبدّد بعض الأقاويل المنسوجة حول عنصر "الربح المادي" وأثره في الرياضة الاحترافية والجامعية في الولايات المتحدة. وأخيراً، وعلاوة على ثبت مراجع بالكتب ومواقع الإنترنت، نُكمّل تغطيتنا للموضوع ونتمها بتوفير لوائح تتضمن بعض الاستشهادات، والاصطلاحات، والأفلام، والإحصاءات التي توفّر بصيرة إضافية لفهم ظاهرة الرياضة في أميركا.

نأمل أن نكون قد وُفقنا إلى تزويد القراء بمعلومات مثيرة للاهتمام حول الرياضة في أميركا، علاوة على لمحة إيضاحية جديدة للثقافة والمجتمع الأميركيين.

thin green line

المجلات الإلكترونية باللغة العربية | باللغة الإنجليزية