واشنطن (9 نيسان/أبريل، 2008)- الحكومة العراقية تريدُ تأسيس كيان مستقل بحيث يمكنها في أحد الأيام أن تقف على قدميها بدون مساعدةِ أمريكيةِ. وذلك حسب الضابط العسكري الأمريكي الكبير في العراق، وشَهدَ أمام لجنة القوات المسلَّحة التابعة لمجلس النّوابِ هنا اليوم. وتابع "يريدون أنْ يحققوا ذلك بالقدر ذاته الذي نريده نحن" مهيب الجيش ديفيد بتراوس قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق لأعضاء لجنة النواب.

وقال بتراوس أن الزعماء الحكوميون العراقيون الكبار يَضِعون أنفسهم "تحت الضغط الشخصي الهائل والضغطِ الجَماعيِ مِنْ العناصرِ السياسيةِ المُخْتَلِفةِ في العراق لمُمَارَسَة سيادتِهم على نحو متزايد."

وأشار بتراوس "في الحقيقة، إن قرار رئيس الوزراء نوري المالكي الأخير لإرْسال القوَّاتِ العراقيةِ إلى البصرة وأجزاء أخرى مِنْ جنوب العراق لإزالة العنف الذي يرتكبه الجيوش الشعبية غير الشرعية، يمثل رغبة العراقيين لمعَالَجَة شؤونهم الداخلية."

وقال بتراوس "لم يكن هذا أمر دفعناه على القيام به" وأضاف "هذا شيء أرادوا أَنْ يَعملوه."

القوات العسكرية الأمريكية تدْعمُ عمليات حكومية عراقية إستهدفت هَزيمة المتمرّدين والمجرمين الذي يُريدونَ زَعْزَعَة البلادِ لتحقيق أغراضِهم الخاصةِ.

أبدى بتراوس ملاحظة قائلاً أن مُسَاعَدَة الحكومةِ العراقيةِ الجديدةِ يشبه تعليم طفل كَيفَية ركوبُ دراجة، ملاحظاً أن الولايات المتّحدةَ "تحاول تقديم الدَعْم بالقدر الذي نستطيعه نحن، في الوقت الذي تبقي يدها بشكل خفيف على مقعد الدراجة."

أشار بتراوس إلى عِدّة محافظات عراقية، مثل محافظةِ البصرة في الجنوبِ، حيث حدثتْ بعْض حالات تفشّي العنف مؤخراً، وتحتوي على بِضْع قوات عسكرية أمريكيةَ أَو أنها لا تحتوي على أية قوات مطلقاً.

قال المهيب الذي يحمل أربعة نجوم "في معظم تلك المحافظات الجنوبيةِ، أثبتت القوات العراقية علو كعبها في المهمات."

إنّ الولايات المتّحدةَ تخفض عدد قوّاتِها في العراق، قالَ بتراوس، مبدياً ملاحظة أن خمسة عشر لواء سيبْقى في العراق، وذلك بعد إعادة نشر القوات الإضافية في نِهايِة يوليو. وفي سؤال حول فيما إذا ستضعف القوّاتِ الأمريكية في العراق بعد يوليو/تموز، رد بتراوس بأنه وقادة أمريكيينَ كبارَ آخرينَ يُخطّطونَ لمُرَاجَعَة الأمنِ وشروطِ الحكمِ المحليّةِ.

وأشار بتراوس بأنهم "يخففون جوهرياً الآن." مبدياً ملاحظة أن المغادرةَ الوشيكة للقواتِ الإضافية سَتخفضُ الأثر العسكريَ الأمريكيَ في العراق بنسبة الرُبْع. وقالَ بأنّه يتوقع تخفيضات إضافية محتملة لعدد القوات الأمريكية في العراق ما بعد الألويةِ الباقيةِ الخمسة عشر.

قال بتراوس "مازال لدينا عدد مِنْ الشهورِ وعدد مِنْ الأعمالِ الكبيرةِ لنقوم بها قبل ذلك الوقت، لَكنَنا نميّز المناطقَ التي نَعتقدُ من المحتمل أن يحدث بها تخفيضات إضافية للقوات."

ونقل السفير الأمريكي إلى العراق رايان كروكر، الذي رافق بتراوس في الجلسة أمام مجلس النواب بأن "العراق يحقق تقدم إقتصادي."

كروكر قال بأن "مجلسَ الوزراء العراقي، مرر أمس برنامج دعم للتنميةِ في الموصل وبغداد والبصرة." ملاحظاً بأن الرزمةَ التشريعية تَحتوي على 350 مليون دولار للإعمار وخلق الأعمال في تلك المناطقِ.

ويقول كروكر بأن التنمية الإقتصادية في العراق هي "عملية مستمرة." مبدياً ملاحظة بأن البلاد تعاني من كل من البطالة وإساءة إستغلال المهارات. وتابع "خلال ظروف التحسن الأمني، فإنك سترى نشاطات إقتصادية بشكل أكبر."