اعثر على القصص الإخبارية

الباكستان

Map of الباكستان

باكستان


الرئيس الباكستاني "برويز مشرف"


خطاب للمقر الرئيسي للائتلاف


قيادة المنطقة الوسطى الأميركية


19 سبتمبر/أيلول 2005


"لقد كان التعاون بين باكستان والولايات المتحدة (قيادة المنطقة الوسطى) ممتازاً على الدوام وقد نضج وأصبح علاقة قوية على المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية ويتضمن تبادل المعلومات الاستخبارية وبذل جهود في الحملة المضادة للإرهاب. ونحن راضون تماماً عن مستوى التعاون وليست لدينا أية مشاكل على الإطلاق مع أصدقائنا وحلفائنا في قيادة المنطقة الوسطى.


"إن باكستان تشارك بصورة مباشرة وغير مباشرة في كل شيء يهم المجتمع الدولي سواء كان الإرهاب أو التطرف أو قضية الديمقراطية أو حقوق المرأة أو انتشار الأسلحة النووية. توجد تصورات معينة عن باكستان لكنها للأسف بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وأود أن أتطرق لبعض تلك التصورات.


"أولى هذه التصورات التي غالباً ما توجد في وسائل الإعلام: هل باكستان شريك متردد أم مستعد في الحرب العالمية على الإرهاب؟ إن باكستان عضو في الائتلاف بمحض اختيارها، ومن أجل مصالحها الخاصة وليس بسبب أي شيء آخر. ومن ثم، فإنه لا توجد مسألة تردد. لقد قمت بفرض حظر على الأحزاب المتشددة في أبريل/نيسان 2001؛ أي قبل فترة طويلة من مواجهة المجتمع الدولي لمشكلة الإرهاب. وبعد ذلك، وفي أعقاب 11 سبتمبر/أيلول، تحركنا ضد الإرهاب بصورة أكثر قوة واستقلالية في كل مكان في باكستان.


"ولكي أثبت ما أقوله، أود أن أناقش الاستراتيجية التي وضعتها للتعامل مع الإرهاب. إن الإرهاب والتطرف مسألتان منفصلتان. ففي حين يمكن التعامل مع الإرهاب بالقوة العسكرية، فإنه يلزم مواجهة التطرف باستراتيجية ترمي لتغيير قلوب وعقول الناس. لذا فهناك احتياج لتطوير استراتيجية تناسب البيئة التي نقوم فيها بالعمليات.


"لقد اقترحنا التعامل مع المشكلة من منظوريّ المدى القصير والطويل على المستوى العالمي وأيضاً على مستوى الدول في العالم الإسلامي. وعلى المستوى العالمي، فقد اقترحنا بالفعل اعتدلاً مستنيراً واستراتيجية طويلة الأجل تتكون من شقين، وأعني نبذ التطرف والتحرير الاجتماعي-الاقتصادي. إن التطرف هو الذي يُوَلِّد الإرهاب. واستخدام القوة لا يؤدي إلا إلى كسب بعض الوقت لاتخاذ تدابير أخرى للتطرق للتطرف. يلزم علينا أن نرى بعناية البيئة السائدة ثم نقوم بصياغة الاستراتيجية. وأود أن أخطركم عن التدابير التي اتخذتها باكستان في حملتها ضد الإرهاب. هناك ثلاثة عناصر في استراتيجيتنا على المدى القصير.


"حظر المنظمات المتطرفة، مصادرة مصادر تمويلهما واعتقال الأفراد المشاركين في مثل هذه الأنشطة. وقد قمنا بتحديد 389 فرداً بصورة إجمالية، وقد تم اعتقال 200 منهم، ونبذل الجهود لاعتقال الأفراد الباقيين. وفي الماضي، كان يتم اعتقال هذه العناصر بموجب القانون الجنائي الباكستاني الذي كان يسمح بإطلاق سراحهم بعد 10-15 يوماً. أما الآن فإنه يتم اعتقالهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب، ويتم محاكمتهم في محاكم مكافحة الإرهاب.


"حظر نشر أو توزيع أو حيازة أية أدبيات تحض على الكراهية. وقد قمنا بتحديد العناصر المشاركة في مثل هذه الأنشطة وقد قمنا بوضع حوالي 50% منهم خلف القضبان. ولم نعد نسمح ببيع مثل هذه الأدبيات التي تحض على الكراهية في باكستان.


""التحرك ضد أولئك الأفراد الذين يستخدمون المساجد في نشر الكراهية. توجد مئات الآلاف من المساجد في باكستان ومن الصعوبة بمكان فحصها كلها. إلا أننا نستخدم كافة الوسائل المتاحة، بما فيه وكالات إنفاذ القوانين ووكالات الاستخبارات والأشخاص المحليين لمراقبة أنشطة واعظي المساجد. كما نقوم بمراقبة عظات الجمعة، ويتم إلقاء القبض على أولئك الذين ينشرون الكراهية وتوجيه الاتهامات لهم في محاكم مكافحة الإرهاب.


وبموجب التدابير طويلة الأجل، فإن الخطوة الأولى هي مراجعة مناهج المؤسسات التعليمية. لقد تركنا ديننا للرجعيين شبه الأميين الذين أنتجوا أدبيات غير مستنيرة. ومن أجل تصحيح هذه الأمور، فقد طلبنا من علمائنا إدخال القيم الحقيقية للإسلام في مناهجنا المدرسية.


"يلزم فهم دور المدرسة الدينية على أنه ليس بهذا السوء. فهو قد حدث نتيجة لنقص المدارس في المناطق الريفية. ونتيجة لارتفاع معدل المواليد الذي أدى إلى انفجار سكاني، فقد واجهت الحكومة نقصاً حاداً في الموارد. لذا فلم تستطع توفير مدارس للناس في المناطق النائية. وقد ظهرت المدارس الدينية لتملأ هذا الفراغ وقدمت خدمة جليلة عن طريق توفير خدمات الإقامة والإعاشة والتعليم المجانية لأبناء الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل نفقات المدارس الخاصة. وفي عشية الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وبمساعدة الولايات المتحدة، فقد أدخلنا هذه المدارس للمعركة عن طريق استخدامها كقواعد للتجنيد وغرس العقيدة للمجاهدين. إلا أن بعضاً من تلك المدارس ظلت تدار بنفس الطريقة حتى بعد طرد السوفيت من أفغانستان. توجد مدارس معينة لا تُدَرِّس إلا الدين للطلاب. ونحن بصدد تغيير مناهجها كي تتضمن مواد أخرى كي يكون الطالب المتخرج من هذه المدارس مستعداً للانضمام لأي مهنة. كما طلبنا من كافة الطلاب الأجانب الذين يدرسون في هذه المدارس مغادرة البلاد.


""لقد قمنا بترتيب حوارات متعمقة على المستويين الوطني والدولي حول الإسلام بهدف أخذه إلى أناس مستنيرين. كما نقوم بمحاولة لكي نظهر للدول الإسلامية الأخرى وللعالم المعنى الحقيقي للإسلام الذي هو دين سلام وتسامح ورحمة. وقد قمنا بتدشين حملة نهضة إسلامية في باكستان ونريد للعالم بأسره أن يستفيد منها. لقد تمت دعوة 40 عالماً إسلامياً من العالم للمجيء إلى باكستان، وهم سيعملون على إنشاء روابط بين فلسفات شاعرنا العظيم "إقبال" ومؤسس بلادنا "جناح" لكي يوصلوا رسالة الإسلام الحقيقية ومعنى باكستان. وهم سيستحدثون طريقاً فكرياً باستخدام التعاليم الإسلامية لمواجهة الإرهاب وإرسال رسالة الاعتدال المستنير إلى كافة الدول الإسلامية. ومن خلال منظمة المؤتمر الإسلامي، فنحن نطلب من كافة الدول الإسلامية أن تفعل نفس الشيء وأن تطبق كافة الوسائل المتاحة لإحداث تغيير، وفي نفس الوقت فإن قواتنا المسلحة تكسب بعض الوقت.


ومن الاتهامات الأخرى الشائعة ضد باكستان هي أنها ملاذ آمن للإرهابيين. بعد 1979، كانت باكستان تقوم بالدور الرئيسي في محاربة الغزو السوفيتي لأفغانستان. وقد تم تجنيد مجاهدين وطلاب من المدارس بأعداد هائلة بواسطة باكستان ووكالة الاستخبارات المركزية لمحاربة حرب المقاومة. كما أن باكستان تفتخر بأن لها الفضل في الفوز في الحرب الباردة وطرد السوفيت من أفغانستان. إلا أننا وحدنا واجهنا عواقب هذه الحرب حيث أننا تركنا في حالة يرثى لها بعد طرد السوفيت. فقد واجهنا أكبر نسبة لاجئين في العالم ولوردات الحرب وتهريب المخدرات. كما ترك حوالي 20.000 مجاهد في باكستان انضموا فيما بعد لشبكة القاعدة وغيروا تركيز أنشطتهم إلى باكستان. وقد شهدت أفغانستان ما يزيد عن عقدين من الحروب وقد بدأ المشاركون فيها في استخدام باكستان كنقطة مرور وملاذ آمن.


"لقد قمنا باعتقال ما يزيد عن 600 إرهابي مطلوب من بلدات ومدن باكستانية مختلفة. وقد تم كسر العمود الفقري لتنظيم القاعدة بصورة فعالة للغاية. ومن خلال التنسيق والتعاون الوثيق مع السكان المحليين، دخلنا مناطق حيث لم تستطع قوات الأمن الحكومية، بما فيها القوات البريطانية، أن تدخلها طيلة قرون. قتلنا وأصبنا ما يزيد عن 600 إرهابي في مناطق جنوب وشمال وزيرستان. وفي هذه المعركة التي ترمي لطرد الإرهابيين من مناطقنا، فقدنا ما يزيد عن 270 من رجالنا في حين أصيب ما يزيد عن 400 شخص آخرين. ونتيجة لذلك، فلم تعد القاعدة فعالة كتنظيم. فهي مُطارَدة وقد تقصلت قوتها على بضعة جيوب صغيرة غير هامة. لقد حققنا الكثير لكننا نعرف أيضاً أنه لا يزال يوجد الكثير الذي يتوجب فعله. التوصية التي أقدمها لوسائل الإعلام هي دعونا نساعد ونشجع بعضنا بعضاً بدلاً من إلقاء اللوم.


"نبحث في إقامة سور على الحدود الباكستانية الأفغانية في مواقع مختارة كي نقلل الحركة غير القانونية على كلا الجانبين. وقد اضطلعنا أيضاً بمحاولة لنقل مخيمات اللاجئين حيث أن هذه عادة ما تعتبر أماكن جيدة للاختباء بالنسبة للإرهابيين. وقد طلبنا من مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أن ينقل مخيمات اللاجئين من باكستان إلى أفغانستان.


"هناك ادعاءات تقول أن باكستان تقوم بعمليات ضد شبكة القاعدة لكنها تتعاطف مع حركة طالبان. إن القاعدة تضم في صفوفها عرباً وأوزبك وشيشان في حين أن حركة طالبان هم أساساً من البشتون الذين يعيشون على كلا جانبي الحدود الأفغانية الباكستانية، ومن ثم، فهم أصعب في تحديد هويتهم. لقد نجحنا في تحديد هوية عدد كبير من هذه العناصر ونقوم الآن بالعمليات ضدها. وقد أجرينا بعض الاتصالات مع حركة طالبان قبل 11 سبتمبر/أيلول لأننا كنا مكرهين سياسياً. فالتحالف الشمالي كان يلقى الدعم من جانب الهند وإيران وروسيا ضد مصالحنا، لذا كان لزاماً علينا أن ندعم حركة طالبان لأنها كانت في ذلك الوقت أكبر وأقوى جماعة تهيمن على 90% من أفغانستان. وقد كان القرار الصحيح وهو يتماشى مع مصالحنا الوطنية. وبعد 11 سبتمبر/أيلول، اتخذنا القرار في ضوء البيئة العالمية المتغيرة، لصالح باكستان والسلام والانسجام الدوليين.


"وأحد الادعاءات الأخرى الشائعة ضد باكستان هي أنها لا تقوم بما فيه الكفاية لاعتقال "أسامة بن لادن". لقد اقتربنا منه فعلاً منذ عام، لكننا في نهاية الأمر فقدنا أثره. فالحصول على معلومات استخبارية دقيقة وفي الوقت المناسب عن مكانه هو أصعب جزء في المهمة. ونحن نبذل قصارى جهدنا في تحسين شبكة الاستخبارات، وقد قمنا بتمديد قدرات الوصول لدينا، ونأمل في أن نحقق النجاح الذي يمكن أن يأتي في أي يوم أو وقت أو يمكن أن يراوغنا لبعض الوقت.


"والادعاء التالي ضد باكستان هو أنها غير آمنة بسبب انتشار الأسلحة النووية. وردي على هذا هو أن شخصاً واحداً فقط كان مشاركاً، في حين أن باكستان كدولة لم تشارك في أي انتشار للأسلحة النووية. وقد وضعنا موضع التنفيذ نظاماً دقيقاً لكي نمنع مثل هذه الحوادث في المستقبل. وقد تم تشكيل لجنة برئاسة الرئيس وهي تتكون من عسكريين ومدنيين على حد سواء. وهذه اللجنة مسؤولة عن كافة الجوانب التي تتعلق بالأصول النووية. وتحت هذه اللجنة توجد شعبة الخطط الاستراتيجية المسؤولة عن المراقبة الإنمائية للأصول النووية وإدارتها مالياً وعن أمنها. وتحت شعبة الخطط الاستراتيجية قوات استراتيجية من الأفرع الثلاثة التي تمسك في واقع الأمر بالأسلحة النووية. وفي قواتنا المسلحة، لدينا إجراءات مساءلة شديدة الصرامة بموجبها يؤدي فقدان أي بند مملوك للحكومة، بغض النظر عن مدى صغره، إلى محاكمة عسكرية. لذا فإن فقدان أي أصل نووي في ظل هذا النظام الصارم هو أمر لا يمكن تخيله. وقد تم أيضاً التخلص من أي ضعف في مراقبة التكنولوجيا النووية ربما كان خاضع للعلماء المدنيين. ومن ثم، فإن احتمال سقوط أصولنا النووية في أيدي الأشخاص غير المصرح لهم هو أمر مستبعد تماماً.


"لقد قطعت باكستان طريقاً طويلة. وقد تم إعادة الاستقرار لاقتصادنا الذي كان في حالة سيئة، كما تم تحسين نظام الحوكمة. وقد بدأت آثار هذا تصل الآن للشعب وبفضلها تتحسن جودة حياتهم. وقد وجهنا الكثير من الاهتمام لتنمية وتحسين القطاع الاجتماعي والتعليم والصحة، وهو ما يؤدي إلى الاستقرار في البلاد.


"وفيما يتعلق بالعلاقات مع الهند، فنحن نبذل قصارى جهدنا لتحسينها. كما نبذل قصارى جهدنا لمساعدة أفغانستان على أن تنعم بالاستقرار".


ورداً على سؤال حول مستقبل منظمة شنغهاي للتعاون وموقف باكستان منها، قال الرئيس "نحن نقع في مفترق طرق هام بين الخليج العربي وجمهوريا وسط آسيا وغرب الصين وجنوب آسيا. وبينما تخدم باكستان كمركز، فإنها يمكن أن تلعب دوراً هاماً في التنمية الاقتصادية وتوزيع الطاقة وأنشطة التجارة وتنمية البنية التحتية للاتصالات في المنطقة".


انقر هنا لقراءة تقرير وضع قيادة المنطقة الوسطى حول باكستان.