اعثر على القصص الإخبارية
بوش يعلن عن تخفيض أعداد القوات الأمريكية في العراق طباعة ارسال لصديق
الكاتب/ جيم غرامون
الخدمات الاعلامية للقوات الامريكية
 

الرئيس جورج بوش يلقي ملاحظاته يوم الثلاثاء خلال برنامج المحاضرات المتميزة في جامعة الدفاع القومي. علماً بأنّ الرئيس قبل توصيات القادة العسكريين لخفض مستويات تواجد القوات الأمريكية في العراق بمقدار 8000 خلال كانون الثاني/يناير

واشنطن (9 أيلول/سبتمبر، 2008)-  قال الرئيس بوش هنا اليوم الثلاثاء أنّ الولايات المتحدة ستواصل خفض قوام قواتها في العراق، إلا أنها سوف تزيد عدد قواتها في أفغانستان. فقد قبل الرئيس توصيات القادة العسكريين بخفض مستويات تواجد القوات الأمريكية في العراق بمقدار 8000 جندي، وذلك خلال شهر كانون الثاني/يناير. وصرّح بوش بجامعة الدفاع القومي، أنّه في حال استمرار الظروف الأمنية في حالة تحسّن في العراق، فإن هذا سوف يتيح المجال لإجراء المزيد من التخفيضات.

كما أعلن بوش عن خطط لنشر كتيبة من مشاة البحرية لتدريب قوات الجيش الوطني الأفغاني في تشرين الثاني/نوفمبر، بالإضافة إلى إرسال لواء من الجيش إلى أفغانستان في كانون الثاني/يناير. وأضاف بوش أن التحسّن الأمني في العراق هو الذي أدى إلى خفض تواجد القوات الأمريكية. التقدم هو ثمرة نجاح الطفرة العسكرية، التي تم إطلاقها في 10 كانون الثاني/يناير 2007، والتي عززت القوات الأمريكية من خلال إرسال خمسة ألوية من الجيش الأمريكي، ووحدة حملة بحرية، واثنين من كتائب مشاة البحرية إلى العراق خلال حزيران/يونيو 2007. وأطلق بوش على التخفيضات مسمى إستراتيجية "العودة إلى النجاح". وتدعو هذه الإستراتيجية إلى تخفيض عدد القوات الأمريكية في العراق نظراً لأنّ الأوضاع على الأرض تتواصل في التحسّن

وقال بوش "لقد تم المحافظة على إستمرار انخفاض مستويات العنف في العراق لعدة أشهر حتى الأن". وأضاف بوش "وفي حين أن التقدم الأمني في العراق ما زال هشاً ويمكن عكسه، إلا أن مهيب الجيش ديفيد بتراوس والسفير ريان كروكر قالا أنّ هناك الأن درجة من المتانة والديمومة على المكاسب التي حققناها". وتابع بوش قائلاً "وخلال الأشهر القليلة القادمة، سوف نعيد إلى أرض الوطن حوالي 3400 من القوات، بما فيها أفراد طواقم طيران وفرق الذخائر المتفجرة ومهندسو البناء والقتال والشرطة العسكرية وقوات الدعم اللوجستي". وقال بوش "بحلول شهر تشرين الثاني/نوفمبر، سوف نعيد إلى أرض الوطن كتيبة من مشاة البحرية والتي تعمل الآن في محافظة الأنبار. وفي شباط/فبراير 2009، سوف يعود لواء مقاتل أخر إلى أرض الوطن." وقال الرئيس "سوف يعود ما مجموعه 8000 من القوّات الأمريكيّة الإضافية إلى ديارهم دون إستبدال. يعتقد المهيب بتراوس وقادتنا العسكريّون أنه، في حال استمرار التقدم الأمني في العراق، فإنّ هناك إحتمال لمزيد من التخفيضات في النصف الأول من عام 2009".

وقد حصل مثال على هذا التقدم الأسبوع الماضي في الرمادي، وذلك عندما نقلت قوات التحالف السيطرة على محافظة الأنبار إلى القادة العراقيين المنتخبين. وقال بوش "القوات العراقية هي التي تقوم الآن بالعمليات الأمنية في جميع أنحاء محافظة الأنبار، مع قيام القوات الأميركية بدور المراقب. وبحصول نقل المسؤولية هذا، تولى سكّان الأنبار زمام أمنهم ومصيرهم. إنها لحظة فخر لجميع العراقيين، ودليل على تحقيق النجاح في الحرب على الإرهاب".

وكانت محافظة الأنبار تعتبر في عام 2006 أخطر مكان في العراق، حيث سيطر إرهابيو تنظيم القاعدة على جميع مراكز التجمع السكاني تقريباً، بحيث كانت المحافظة ملاذاً أمناً سمح للمجموعة الإرهابية بالتخطيط والتدريب وإعادة التنظيم وتمويل العمليات الإرهابية في أنحاء أخرى من البلاد. وقال بوش "خلص تقرير للإستخبارات العسكرية إلى أن المحافظة قد فقدت لصالح الإرهابيين لدرجة أنّ محافظة الأنبار اعتبرت دليلاً على فشل أمريكا في العراق".  إلا أنّ حملة تنظيم القاعدة التي اتسمت بالوحشية والقتل لترويع الشعب أدّت إلى نتيجة عكسية. جلبت الطفرة العسكرية أكثر من 4000 فرداً إضافياً من جنود مشاة البحرية الأمريكية مما أثبت الإلتزام الأمريكي تجاه العراق. قمنا معاً، القبائل المحلية والقوات العراقية والقوات الأمريكية بتفكيك سيطرة تنظيم القاعدة بصورة منتظمة في جميع أنحاء المحافظة" وفقاً لبوش.

وقال بوش أنّ الهجمات انخفضت في المحافظة بنسبة أكثر من 90٪، وانخفضت الإصابات بشكل مثير ومفاجئ. علماً بأن الحكومة قائمة وعاملة، في حين تساعد فرق إعادة إعمار المحافظات القادة المحليين على إيجاد فرص العمل والفرص الإقتصادية. وأضاف "في حين يتحسّن الأمن، تجري المصالحة في جميع أنحاء المحافظة. لم تعد الأنبار اليوم في قبضة تنظيم القاعدة، لقد تم استخلاصها من قبل الشعب العراقي".
لقد انعكس التحسّن الأمني في الأنبار على جميع أنحاء العراق مع تولي قوات الأمن العراقية دفة القيادة. لقد تعاون أفراد الشرطة والجنود العراقيون في شنّ عمليات ضد الجماعات المتطرفة في البصرة وبغداد والعمارة والموصل ومحافظة ديالى. وقال بوش "يقود العراقيّون جميع هذه العمليات مع قيام القوات الأميركية بدور داعم".

لقد انخفضت أعمال العنف في العراق إلى أدنى مستوياتها منذ ربيع عام 2004، وانخفضت الخسائر في الأرواح بين المدنيين. كما انخفضت عمليات القتل الطائفي والتفجيرات الإنتحارية، وأخذت الحياة الطبيعية في العودة إلى المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد، وفقاً لبوش. تحرز الحكومة العراقية التقدم السياسي، ولقد قامت بإقرار العديد من التشريعات الرئيسية.

قال الرئيس أنّ التقدم الأمني قد أتاح المجال للولايات المتحدة لسحب الوحدات الإضافية، وتقليص مدة جولة القوات من 15 شهر إلى سنة، مما أتاح المجال لنقل القوّات العاملة سابقاً في العراق إلى افغانستان. وأضاف بوش أنّ الشعب الأفغاني سوف يستفيد أكثر من غيره من التقدم الأمني في العراق. استعادت حركة طالبان وحلفائها في تنظيم القاعدة قوتها، وتستخدم المناطق القبلية في باكستان كملاذات آمنة. سوف ينتشر الجنود الأمريكيّون الذين كان من المقرر نشرهم في العراق إلى أفغانستان في بداية تشرين الثاني/نوفمبر. وهذا من شأنه إعطاء الزخم لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وفقاً للرئيس.

علماً بأنه تم نشر قوات إضافية إلى أفغانستان من المملكة المتحدة وفرنسا وبولندا وبلغاريا ورومانيا واستراليا وألمانيا والدنمارك والجمهورية التشيكية. وزادت الولايات المتحدة من وجودها في أفغانستان بمقدار 3500. وفي غضون ذلك، ارتفع عدد أفراد الجيش والشرطة الأفغانية المدربون من أقل من 67.000 إلى ما يقارب 144.000. وقال بوش "لقد أحدثت هذه الزيادة في عدد القوات فرقاً واضحاً إلا أنه لا تزال هناك تحديات هائلة في أفغانستان". وأضاف بوش "وكما تعلمنا في العراق، فإن أفضل طريقة لإستعادة ثقة الشعب هي إستعادة الأمن، وهذا يتطلب المزيد من القوات." وسوف تنتشر المزيد من الوحدات الأمريكية إلى أفغانستان في الأشهر المقبلة، وفقاً للرئيس.

وقال بوش "في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، سوف تنتشر كتيبة بحرية في أفغانستان بعد أن كان من المقرر أن تنشر في العراق. وسيتبعها في كانون الثاني/ يناير لواء عسكري أخر. وستكون مهمة هذه القوات العمل مع القوات الأفغانية لتوفير الأمن للشعب الأفغاني وحماية البنى التحتية في أفغانستان ومساعدة المؤسسات الديمقراطية وضمان حصول السكّان على خدمات مثل التعليم والرعاية الصحية". وأضاف بوش أنه وحتى وصول التعزيزات إلى أفغانستان، فإنّ الولايات المتحدة وحلفائها سيعملون على مضاعفة حجم الجيش الوطني الأفغاني على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتابع "لن نسمح لحركة طالبان ولتنظيم القاعدة بالعودة إلى السلطة. سوف يعاني الإرهابيون في أفغانستان من نفس المصير الذي يواجهونه الآن في العراق. وسوف يتم إلحاق الهزيمة بهم".

وقال بوش "أنّ الإرهابيين يعملون أيضاً في باكستان، ولا بد من التعامل معهم. يستخدم هؤلاء المتطرفون باكستان بشكل متزايد كقاعدة لزعزعة استقرار ديمقراطية أفغانستان الفتية. وفي العام الماضي، صعدت حركة طالبان وتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى التي تعمل في هذه المناطق النائية من وتيرة هجماتها ضد الحكومة الباكستانية على أمل إعاقة التقدم الديمقراطي لهذا البلد أيضاً". تهدد هذه الجماعات حكومة باكستان، ولذلك إنّ هزيمة الإرهابيين والمتطرفين هو جزء من مسؤولية باكستان أيضاً، لأن كل دولة لديها التزام بالسيطرة على أراضيها وضمان أن لا تصبح ملاذاً آمناً للإرهاب" وفقاً لبوش.

وقال بوش أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يواصلون العمل مع المسؤولين الباكستانيين لهزيمة المتطرفين. وأشار الرئيس إلى أنّ العراق وأفغانستان وباكستان هي جميعها مسارح لعملية النضال الشامل ذاتها. وقال بوش "في هذه الأماكن الثلاثة، يستخدم الإرهابيون العنف والإرهاب في محاولة لفرض أيديولوجيتهم على مجموعات بأكملها من السكان". وتابع قائلاً "وفي هذه الأماكن الثلاثة، فإن أمريكا تقف مع القادة المنتخبين الشجعان والمصلحين المصممين والملايين من المواطنين العاديين الذين يسعون إلى مستقبل حافل بالحرية والعدالة والتسامح."

وقال الرئيس بأنه يتم تحقيق التقدم العسكري حالياً، إلا أنّ هزيمة العدو سوف يتطلب الإنتصار في الحرب الأيديولوجية. ويجب أن نظهر للشعب في الشرق الاوسط الكبير بديلاً أفضل عن حياة العنف واليأس، والبديل عن ذلك هو الحرية. وقال بوش أنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، واعترف بأنه ما زالت تنتظرنا أوقات صعبة. وتابع "ومع ذلك، بوسعنا أن نثق في النتائج". وأضاف بوش: بالإيمان في قوة الحرية، سوف نحوّل الدول التي كانت في السابق مأوى لأعدائنا إلى حلفاء أقوياء وقادرين في الحرب على الإرهاب. فبالإيمان في قوة الحرية، سوف نثبت أن مستقبل الشرق الأوسط لا ينتمي إلى الإرهاب، بل إلى الحرية. ومع الإيمان بسلطة الحرية، فإننا سوف نترك وراءنا عالماً أكثر أمناً وسلماً لأطفالنا وأحفادنا


 
< السابق   التالى >