06 أيار/مايو 2008

التكنولوجيا المتطورة هي مفتاح النجاح

شبييبة مغامرة تخوض بحر المشاريع التجارية وتزدهر

من بن كاسنوتشا، المراسل الخاص لموقع أميركا دوت غوف   

بداية النص

سان فرانسيسكو،- بن كاسنوتشا هو مؤلف كتاب "نشأة حياتي: ما تعلمه شاب في رحلته عبر مدينة التكنولوجيا المسماة: "سيليكون فالي". وقد أدرجت مجلة بيزنس ويك اسم كاسنوتشا من ضمن أبرز مغامرين أميركيين شبان في الأعمال كما سماه موقع بوليتكس  على الشبكة العنكبوتية باعتباره واحدا من أكثر الناس تأثيرا في عالم الانترنت والسياسة. وللسيد كاسنوتشا مدونة إلكترونية تسمى: بن كاسنوتشا دوت كوم، نقتبس منها المقال التالي:

"عندما كنت في المدرسة الثانوية، أجبرني أستاذي في مادة التكنولوجيا على أن أحفظ عن ظهر قلب نص إعلان تلفزيوني عنوانه: "فكر بصورة مختلفة." وذكر السطر الأخير في الإعلان، "إن الأشخاص الذين هم من الحماقة بحيث يفكرون أنهم يستطيعون أن يغيروا العالم هم الأشخاص الذين يفعلون ذلك." وقد وجدت أن هذه الرسالة وسفيرها (معلمي) ملهمان. فقد جعلتني أريد أن أبدأ حملة لتغيير العالم.

لكن أي نوع من الشركات أريد أن أبدأ؟ كنت بحاجة إلى فكرة جيدة. وحوالي الوقت الذي حفظت فيه الإعلان، حضرت مباراة في كرة القدم للمحترفين في سان فرنسيسكو. كانت المقاعد في الملعب قذرة وعندما حاولت أن أسجل شكواي، اكتشفت أن المدينة لم يكن لديها أسلوب منظم لمعالجة اتصالات المواطنين. وقلت لنفسي وأنا محبط، "يجب أن تكون هناك طريقة أفضل."

هذه التجربة الشخصية جعلتني أبدأ شركة للتكنولوجيا المتطورة تحل المشكلة التي صادفتها. وقد أسست شركتي – كومكات –  في العام 2001 بهدف تحسين خدمة الحكومة المحلية للمواطنين. وطورت برنامجا يتيح للمدن أن تتبّع، وتتدبر، وتحل شكاوى المواطنين. مثلا، في استطاعة مواطني الحكومة المحلية أن يتتبعوا بصورة فعالة شكوى مواطن بشأن حفرة في الطريق، أو تحطم مصباح كهربائي في الشارع، أو سقوط جذع شجرة، ومشاكل مماثلة. وهذا لم يؤد إلى استحسان المواطنين بصورة أكثر فحسب، بل إن معالجة المشاكل بصورة آلية يوفر على الحكومة أموالا. وقد أمضيت عدة سنوات في تطوير هذا العمل.

* نموذجي وغير مألوف

من بعض النواحي، كانت رحلتي في حقل الأعمال نموذجية. أولا، إن فكرتي نمت من تجربة شخصية. إن الأفكار الجيدة تتولد دائما تقريبا من تجربة شخصية أكثر من جلسات مرهقة داخل بناء مكاتب.

ثانيا، لقد لاقيت نجاحات وإخفاقات. وتأليف شركة يدعى "سكة تعلو وتنخفض"  لسبب وجيه: فهناك قدر كبير من عدم اليقين،  وكل يوم يحمل معه قسطه من الإرتفاع والهبوط، من الحظ الجيد والحظ السيء. وكان استخدام موظف غير مناسب في شركتي من أكثر الإخفاقات العالقة في ذهني.

بطرق أخرى، تجربتي لم تكن نموذجية. أنا صغير السن، وقد بدأت شركتي وأنا في سن الرابعة عشرة. وأنا الآن في العشرين. وكنت بحاجة إلى إقناع الناس بأن ينظروا إلي نظرة جدية ويتجاهلوا المنتقدين. وكنت بحاجة إلى تعلم النواحي العملية للمهنة – كيف أعرّف المشكلة، وأصمم حلا، وأبني نموذجا أوليا، وأبيعه – بنفسي إلى حد كبير. واحتجت مع قليل من الاتصالات مع محترفين إلى إنشاء شبكة من المستشارين والمؤيدين. وكان لدي تحدي الذهاب إلى المدرسة وتنمية شركتي في نفس الوقت.

ولعل صغر سني عمل أيضا لمصلحتي. أحيانا عدم معرفة أشياء كثيرة يمكن أن يساعد، حيث أنك تطرح "الأسئلة الغبية."

* سياسة وثقافة الولايات المتحدة

لحسن الحظ، عندما كنت أفكر بعملي وأنا صغير، كنت أكبر في الولايات المتحدة، البلد الذي يوفر كثيرا من المنافع للمغامرين في الأعمال من حيث كل من السياسات الحكومية الرسمية وثقافة تواصل من المغامرة في الأعمال.

إن حكومة الولايات المتحدة تجعل من السهل أن يبدأ المرء شركة. فهناك القليل من النماذج التي بحاجة لأن تملأ. وهناك إيمان أساسي في الولايات المتحدة بأن المغامرين بالأعمال الخاصة ينبغي أن توفر لهم أقصى حرية لأن يعملوا ما هم بحاجة لأن يعملوه لكي يطوروا عملهم. إن التنظيم الحكومي والنماذج الورقية يمكنهما أن يخنقا إبداعية المغامر في الأعمال، ولذلك يجب تجنبهما. وفي هذه الروح، تقدم الحكومة منافع ضرائبية لأصحاب الأعمال الصغيرة وتمول برامج تعليمية.

ومواقف أميركا الثقافية أكثر أهمية حتى لنجاحها في حقل الأعمال. ففي الولايات المتحدة، إذا كنت تملك الشجاعة لتبدأ عملا تجاريا، فأنت موضع ترحيب وتشجيع. إنه ينظر إليك كمبتكر، وكرائد،  وكثائر ناجح. وإذا أخفقت – وهناك احتمال كبير بأن تخفق إذا بدأت عملك الخاص بك – فمعظم الأميركيين لن يبالوا بالأمر باعتبار ذلك فرصة تعلم. وليس هناك خجل من الفشل. إن العائلات، والمدارس، ووسائل الإعلام تتقاسم هذا القبول للفشل.

ليس هناك أسلوب واحد "صائب."

إن الدول التي تنمي المغامرة في الأعمال تكون عادة أكثر نجاحا اقتصاديا. لقد وصف الخبير الاقتصادي وليام بومل المغامرة في الأعمال بأنها "المكون الذي لا مفر منه" للنمو الاقتصادي والازدهار في الولايات المتحدة. فمع وجود أكثر من 16 مليون شخص مستخدمين من قبل شركات يعمل فيها أقل من 10 موظفين، تقوم الولايات المتحدة حقا على شركات صغيرة.

لكن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تعترف بالأهمية الاقتصادية للمغامرة في الأعمال. فالصين، والهند، ودول أخرى تشدد على أهمية الأعمال الصغيرة وهي تحقق نجاحا نتيجة ذلك.

لكن في الولايات المتحدة، أنجح المغامرين في الأعمال يبدون في مظهر مختلف. فشركة غوغل، وهي واحدة من شركات التكنولوجيا  الكبيرة في الولايات المتحدة اشترك في تأسيسها مهاجر روسي ذكي لم يأبه كثيرا لوسائل الإعلام. وقد نال شهادة الدكتوراة في علم الكمبيوتر في جامعة شهيرة. ودرس كيف يمكن لصيغ حسابية أن تحسن نتائج آلات البحث. وتأسست أوراكل، وهي شركة تكنولوجيا كبيرة أخرى من قبل شخص رسب في  الجامعة وبنى شركته باستراتيجيات بيع اقتحامي. وقد أصبح وسيلة إعلامية شهيرة. إن جميع المغامرين الأميركيين الناجحين في الأعمال  لا يبدون أو يتصرفون مثل تاجر العقارات الشهير دونالد ترمب؛ بل الحقيقة أن قلائل يفعلون ذلك. والواقع أن أصحاب الأعمال الناجحين يجدون الطريق الصحيح لأنفسهم.

نهاية النص

Respond to this page شاركنا رأيك بهذا المقال.
يشرف على هذا الموقع مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية. إن الآراء المتضمنة في المواقع غير التابعة للحكومية الأميركية والمرتبطة بهذا الموقع لا تعكس بالضرورة آراء وزارة الخارج