26 حزيران/يونيو 2008

شركة كاتربيلر التي تصنع المعدات تعمل على تجنب الإضرار بالبيئة

معامل إعادة تصنيع الآلات أصبحت الوحدات الأسرع نمواً في الشركة

كاتربيلر تخطط لتوسعة عمليات إعادة التصنيع من القطع الى الآلات والمعدات بكاملها، كما هو الحال هنا في منطقة تدريب تابعة للشركة
كاتربيلر تخطط لتوسعة عمليات إعادة التصنيع من القطع الى الآلات والمعدات بكاملها، كما هو الحال هنا في منطقة تدريب تابعة للشركة.

من أندريه سوانيتسكي

واشنطن، 26 حزيران/يونيو، 2008- هذا هو المقال الأول في سلسلة مقالات تتناول موضوع الصناعة المستديمة.

بداية النص

أضحت شركة كاتربيلر إنكوربوريتد كأحد العاملين في حقل الكيمياء في العصور الوسطى، الذين كان يطلق عليهم اسم الخيميائيين وكانت غايتهم تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب. فقد نجحت الشركة، ليس فقط بالحصول على الذهب من المعدات القديمة وإنما أيضاً بعدم ترك بصمات في موقع نشاطها... ونقصد بالبصمات هنا بصماتها أو تأثيرها على البيئة.

وشركة كاتربيلر، التي تتخذ من بيوريا، بولاية إلينوي، مقراً لها هي أضخم شركة لصناعة المعدات الثقيلة في العالم إذ تبلغ قيمة أصولها أكثر من 25 بليون دولار.

أما الوصفة السحرية التي تعتمدها الشركة لتحويل المعدات القديمة إلى مصدر جديد للأرباح فتتلخص في استعادة أجزاء الآلات بعد تعطلها وتوقفها عن العمل في المعدات التي وضعت فيها أصلا. وتتم من ثم إعادة المحركات ومضخات النقل وغيرها من أجزاء أو قطع الآلات المستعملة إلى معامل الشركة حيث يقوم العمال بتفكيكها وإعادتها إلى وضع "كالجديدة تماما" ثم القيام بعد ذلك بإعادة تجميعها.

فقد أدركت الشركة أن نفح حياة ثانية أو ثالثة أو حتى رابعة في هذه الأجزاء يمكن أن يكون مصدر ربح لها وفي نفس الوقت أمراً يلطف من نتائج نشاطاتها على البيئة.

وتجدر الإشارة إلى أن معايير قياس نوعية وتأدية هذه الأجزاء التي تمت إعادة تصنيعها مرتفعة جداً إذ يتم فحص كل قطعة منها بحثاً عن أي شوائب في النوعية في حين أن ما يتم فحصه في العمليات الصناعية الأصلية هو عينة من المنتجات فقط لا كل قطعة.

وهناك فائدة أخرى من إعادة التصنيع وهي أنها تتيح للشركات تحديث وتحسين أداء القطع في الحالات التي تكون تكنولوجيات جديدة قد ظهرت بعد استخدامها في المعدات في المرة الأولى.

وتشكل عملية إعادة التدوير الصناعي المتقدمة هذه ربحاً صافياً بالنسبة للشركة. فالأجزاء التي تمت إعادة تصنيعها بكلفة لا تزيد عن جزء يسير من تكاليف صنع قطعة جديدة تدر نسبة أعلى من الأرباح رغم أنها تباع بسعر مخفض وبكفالة لنفس المدة التي تغطيها كفالات القطع الجديدة.

جزء من إحدى المعدات أعيد تصنيعه، ويبدو في الصورة قبل التصنيع، الى اليسار، وبعده
جزء من إحدى المعدات أعيد تصنيعه، ويبدو في الصورة قبل التصنيع، الى اليسار، وبعده.

وقال جوزيف ألن، وهو مدير في قسم إعادة التصنيع في كاتربيلر، لموقع أميركا دوت غوف، إن "دعامة الربح في استراتيجيتنا الخاصة بالاستدامة متينة جدا."

وقالت مجلة بيزنيس ويك إن قسم إعادة التصنيع، بمعامله الـ17 في مختلف أنحاء العالم، أصبح أسرع وحدات الشركة نموا وإن عائداته السنوية فاقت البليون دولار في العام 2004. كما أن إعادة التصنيع جعلت الشركة محصنة تماماً تقريباً ضد الركود الاقتصادي. إذ إن العائدات والأرباح التي تجنيها من إعادة التصنيع تستمر في الارتفاع عندما يتقلص الطلب على المعدات الجديدة نتيجة فتور النشاط الاقتصادي.

وترغب الشركة الآن، مدفوعة بهذا النجاح، في تطبيق نفس أسلوب التدوير أو إعادة التصنيع هذا على آلات أو معدات بكاملها وعلى الفضلات الإلكترونية أيضا، أي الأجهزة الكهربائية أو الإلكترونية التي توقفت عن العمل أو قرر أصحابها الاستغناء عنها.

ولكن فوائد إعادة التصنيع تتجاوز بشكل كبير تحقيق الشركة للأرباح. فإطالة عمر المنتج الصناعي تقلص كمية ما تستخدمه الشركة من مواد وطاقة وماء علاوة على تقليص كمية ما ينجم عنها من فضلات وما ينبعث منها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وقد شجعت هذه الفوائد البيئية، بالإضافة إلى الفوائد المالية، شركة كاتربيلر وغيرها من الشركات الصناعية الأميركية على زيادة عمليات إعادة التصنيع وعلى وضع أهداف أصعب نصب عينيها. فشركة كاتربيلر تأمل في أن تتمكن مع تقدم عملياتها من تقليص استخدامها لمكبات النفايات الجوفية حتى يصل إلى نقطة الصفر، أي حتى تصل إلى نقطة لا تسفر فيها عملياتها عن أي نفايات بل تعيد تصنيعها والاستفادة منها جميعا.

وقال ألن إن إعادة التصنيع تسهم أيضاً في التنمية الاقتصادية إذ يصبح بإمكان الزبائن في الدول النامية شراء قطع أو أجزاء ما كان سيمكنهم دفع ثمنها لولا إعادة التصنيع.

وأضاف أن ثقافة شركة كاتربيلر ساهمت كثيراً في نجاح قسم إعادة التصنيع.

وأوضح أن "جميع (العمال) المشاركين في العملية يعرفون أن جزءاً أساسياً من عملهم لا ينحصر فقط في صنع منتجات ممتازة النوعية وإنما يتعدى ذلك إلى صنع تلك المنتجات بأقل ما يمكن من فضلات."

وأشار إلى أن العمال في معامل إعادة التصنيع يميلون عادة لأن يكونوا أكثر ابتكاراً وأكثر انغماساًً في عملهم لأن إعادة التصنيع المتقدمة تتطلب تدفق أفكار متواصلاً دون انقطاع وتمنحهم فرصة مشاهدة نتائج ملموسة لمغامراتهم الصناعية.

ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن إعادة التصنيع على موقع شركة كاتربيلر على الشبكة العنكبوتية.

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov/ar/ )* اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/ar/Home/products/washfile/arabic_subscribe.html واتبع الارشادات.

Respond to this page شاركنا رأيك بهذا المقال.
يشرف على هذا الموقع مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية. إن الآراء المتضمنة في المواقع غير التابعة للحكومية الأميركية والمرتبطة بهذا الموقع لا تعكس بالضرورة آراء وزارة الخارج