23 أيار/مايو 2008

خبراء يتوقعون زيادة الإنتاج العالمي للحبوب خلال العام 2008

كما يتوقع ارتفاع الأسعار حين تواجه الأسواق ضغوط الطلب

من كاثرين مكونيل

بداية النص

واشنطن، 23 أيار/مايو، 2008- من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي للسلع الزراعية بمقدار 2.6 في المئة إلى مستوى قياسي خلال العام 2008، ولكن تحقيق هذه التوقعات يتوقف على الأحوال الجوية المواتية.

ومع ذلك، فمن المتوقع أن تظل أسعار السلع مرتفعة على المدى القصير نتيجة لمجموعة من الضغوط على أسواق الأغذية العالمية، ومنها الاحتياجات المتزايدة لسكان العالم الذين يتزايد عددهم باطراد، وتزايد الطلب القوي من جانب الطبقات المتوسطة لمزيد من اللحوم والألبان والأغذية، والقيود الوقائية المفروضة على التصدير من قبل بعض البلدان المنتجة للحبوب.

والضغوط الأخرى تشمل الطلب على الحبوب لاستخدامها في إنتاج الوقود الإحيائي والإنتاج الزراعي المرتفع وتكاليف التسويق المتصلة بأسعار الطاقة العالية.

وقد ارتفعت أسعار الحبوب وبذور الزيت ارتفاعا حادا في العام 2007 وارتفعت فجأة في مطلع العام 2008، وفقا لما ذكرته شعبة الأبحاث التابعة للكونغرس. وقال وزير الزراعة الأميركي إيد شافر في مؤتمر صحفي يوم 19 الجاري إن الأسعار العالمية للسلع الزراعية الرئيسية ارتفعت بنسبة 46 في المئة في نيسان/إبريل، 2008 عما كانت عليه قبل سنة.

وقال مركز شعبة الأبحاث التابع للكونغرس إن الاستمرار المتوقع في ارتفاع أسعار السلع الأساسية سوف يفرض ضغطا إضافيا على الأسر التي تنفق نسبة كبيرة من دخولها على المواد الغذائية. وسيشعر بحدة هذا الضغط مربو الماشية وتجار تجهيز الأغذية؛ إذ يعتمد المزارعون على الحبوب في علف الماشية؛ ومجهزو الأغذية يعتمدون على الذرة كمكون أساسي لمادة التحلية.

وفي شهر أيار/مايو، واصلت الأسعار الدولية للأرز ارتفاعها ولكن بوتيرة أبطأ من الارتفاع الذي شهده مطلع العام 2008. وبعد أن بلغت أسعار القمح مستويات عالية في شهر آذار/مارس، فقد أخذت تهبط في شهر نيسان/إبريل وواصلت انخفاضها بشكل أكبر في شهر أيار/مايو حيث شهدت مناطق زراعة القمح حول العالم أحوالا جوية مواتية في وقت مبكر. هذا ما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقرير أصدرته يوم 15 أيار/مايو الجاري، في حين سجلت أسعار الذرة مستويات عالية قياسية.

وقال تقرير مركز شعبة الأبحاث في الكونغرس إن الأسواق لم تشهد مثل هذا الطلب القوي على الحبوب وبذور الزيت ولم تشهد مثل هذه الأسعار الباهظة منذ التسعينيات.

وأبلغت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هينريتا فور لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم 14 أيار/مايو "أن ارتفاع تكاليف الغذاء يضعف قدرة الحكومات في البلدان المتوسطة الدخل والفقيرة على المحافظة على النمو وحماية الضعفاء حتى أنه يحد من قدرتها على المحافظة على النظام."

وقال الباحث في وزارة الزراعة الأميركية رونالد تروسل، في تقرير أصدرته وزارة الزراعة الأميركية في أيار/مايو الجاري حول العرض والطلب العالميين على المواد الزراعية، إن الأحوال الجوية غير المواتية خلال الموسم الزراعي في العام 2007 في العديد من الدول الرئيسية المصدرة للحبوب قد أسفرت عن انخفاض المحاصيل، الأمر الذي ساهم في الارتفاع المطرد في أسعار المواد الغذائية العالمية. وتشمل الحبوب القمح والأرز والذرة الصفراء والذرة البيضاء والدخن وغيرها من الحبوب الغذائية.

وذكرت منظمة الفاو في تقريرها الصادر في نيسان/إبريل عن المحاصيل أن من شأن سوء الأحوال الجوية خلال العام 2008 أن يطيل أمد الوضع الحالي الضيق في توفر الإمدادات، مما يسهم في ارتفاع حاد في الأسعار ويشدد الضغوط على البلدان التي قد أصبحت بالفعل تعاني من مشقات اقتصادية.

* النقاش القائم حول الغذاء والوقود

قال فون براون يواكيم من المعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية الموجود في واشنطن إن أسعار الغذاء والوقود "أصبحت قضيتين متلازمتين ومتشابكتين على نحو متزايد".

وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط قد جعلت الإنتاج الزراعي أغلى من خلال رفع تكاليف الأسمدة والري ونقل الإمدادات الزراعية والمحاصيل.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة جوزيت شيران في مقابلة أجرتها معها مجلة السياسة الخارجية في نيسان/إبريل المنصرم إن هذا يحمل المزارعين في الدول النامية على عدم زرع نفس القدر الذي كانوا يزرعونه في السابق.

واستبعد يواكيم نظرية أن يكون الطلب المتنامي على أنواع الوقود الإحيائي هو السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقال إن ثلاثة في المئة فقط من الزيادة العالمية في أسعار الأغذية منذ العام 2007 كانت نتيجة لزيادة الطلب على الإيثانول، وهو وقود بديل يصنع في كثير من الأحيان من الذرة.

وأبلغ جو غلوبر من وزارة الزراعة الأميركية المراسلين في مؤتمر صحفي عقده أن من المتوقع أن تزيد، في الولايات المتحدة، كمية الحبوب المستخدمة لإنتاج الإيثانول بواقع 33 في المئة في العام 2008 بعد أن ازدادت بواقع 50 في المئة من العام 2006 إلى العام 2007.

وقال فون برون يواكيم في بيان صحفي له يوم  16 مايو إنه ينبغي على الحكومات أن تلغي الإعانات المالية الخاصة بدعم الوقود الإحيائي والمتطلبات التي تنص على استخدام نسبة مئوية معينة من الإيثانول في البنزين.

وشدد رئيس مكتب اتحاد المزارعين الأميركيين بوب ستالمان في خطاب نشر على موقع مكتب الاتحاد على الانترنت في نيسان/إبريل المنصرم على أن أنواع الوقود المتجددة والأغذية "يمكن أن تتعايش".

وقال إن تحليلات مكتب اتحاد المزارعين لتكاليف إنتاج الموارد الغذائية والتسويق تظهر أن الطاقة المشتقة من النفط هي العامل الرئيسي الذي يتحكم في أسعار المواد الغذائية المحلية.

* من الضروري فعل المزيد لتدعيم المخزونات المستنزفة

تفيد تقارير الكونغرس أن تلبية الطلب العالمي المستقبلي على الغذاء تواجه مزيدا من التحدي بسبب تدني مخزونات العالم الاحتياطية من الحبوب. وقد بلغ مخزون القمح أدنى مستوى له منذ العام 1977، كما بلغ مخزون الذرة أدنى مستوى له منذ العام 1983.

وقال تروسل إن الحكومات كانت تعتبر هذه المخزونات أقل أهمية بعد عدة سنوات من الأسعار المنخفضة والمستقرة. وأضاف أن القطاع الخاص خفض المخزون من أجل أن يوفر بعض الأموال حين كانت الإمدادات العالمية متوفرة.

وتركز وكالات المعونات مزيدا من الاهتمام على الإنتاجية الزراعية في البلدان ذات الدخل المحدود.

وقال تروسل إنه يتعين على الولايات المتحدة إقناع الدول الأخرى بتوجيه مزيد من التركيز على زيادة المحاصيل من خلال استخدام التكنولوجيا الحيوية، وترشيد إدارة المياه والأسمدة بشكل أفضل واستخدام أساليب فلاحة أكثر دقة.

ويقول بعض المحللين إن بإمكان الحكومات أن تتخذ خطوات أخرى للمساعدة. ويجادلون، على سبيل المثال، بأن بإمكان البلدان التي تفرض قيودا على التصدير رفع هذه الحواجز حتى يتوفر المزيد من الغذاء لمن هم في حاجة إليه.

ويشير آخرون إلى أن الأراضي المخصصة للمحميات الطبيعية ولاستخدامات أخرى يمكن تحويلها لاستخدامها في الإنتاج الزراعي ولو بصورة مؤقتة.

طالع نص بيان وزير الزراعة الأميركي إيد شافر في المؤتمر الصحفي، على موقع وزارة الزراعة الإلكتروني، باللغة الإنجليزية.

نهاية النص

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov) * اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/arabic واتبع الارشادات.

Respond to this page شاركنا رأيك بهذا المقال.
يشرف على هذا الموقع مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية. إن الآراء المتضمنة في المواقع غير التابعة للحكومية الأميركية والمرتبطة بهذا الموقع لا تعكس بالضرورة آراء وزارة الخارج